TOP

جريدة المدى > سينما > منظمة العفو الدولية ومهرجان (أفلام مهمة) من أمستردام إلى لاهاي

منظمة العفو الدولية ومهرجان (أفلام مهمة) من أمستردام إلى لاهاي

نشر في: 21 إبريل, 2010: 05:33 م

لاهاي/ صلاح حسنيشرح المسؤولون عن هذا المهرجان سبب انتقاله من أمستردام إلى مدينة لاهاي " مؤسسة الفيلم هاوس " كون الأخيرة أصبحت مدينة السلام منذ فترة من الزمن ، وهذا الخيار أوروبي قبل أن يكون هولنديا مع بقاء إشراف منظمة العفو الدولية عليه . بالإضافة إلى ذلك هناك الكثير من المحاكم الدولية في المدينة مثل محكمة العدل الدولية التي تتولى محاكمات المتهمين بالجرائم الدولية .
هذه هي الدورة الثانية لهذا المهرجان المهم في مدينة لاهاي ، غير إن الأفلام التي عرضت وتعرض خلال هذه الأيام ستنتقل إلى بعض المدن الهولندية الكبيرة في سبيل إشراك اكبر عدد ممكن من المشاهدين لمتابعة هذه الأفلام التي صنعت خصيصا لفضح الاعتداءات التي تطول حقوق الإنسان في أماكن كثيرة من الكرة الأرضية . منذ بداية المهرجان في الخامس والعشرين من هذا الشهر عرضت الكثير من الأفلام المصنوعة في بلدان مختلفة ، ويقدر عدد هذه الأفلام بنحو سبعين فيلما توزعت بين الأفلام الروائية والأفلام الوثائقية التي تمسّ قضايا إنسانية تتعلق بحقوق الإنسان والحريات السياسية والثقافية للأفراد والمجموعات وقضايا تخص المعاناة الناتجة عن الحروب . وقد خصصت ندوات بعد عدد من العروض المختارة كي تكون حوارا بين المخرجين والجمهور ، يتاح فيها للمخرج أن يتحدث عن فيلمه وفي الوقت نفسه يستطيع الجمهور محاورة المخرجين عن الظروف التي أنتجوا فيها أفلامهم التي لم يسمح لها بأن تقدم في البلدان التي أنتجتها . تتناول الأفلام موضوعات مختلفة تترجح بين السياسي والاقتصادي إلى معاناة النساء في بعض البلدان التي تعيش حروبا أهلية وعنصرية وطائفية وبعض هذه الأفلام يتعرض إلى حياة شخوص أفراد ويقدم معاناتهم بوصفها أمثلة لمجتمع بكامله . شاب قرغيزي متزوج حديثاً يذهب بمفرده للعمل في موسكو ليوفر حياة جيدة لزوجته إلى الحرب المنسية في الكونغو الديمقراطية مروراً بطهران حيث حياة موسيقية ثرية تعيش في الظلام خوفاً من السلطة .قصة مزارع أبيض يرفع دعوى لمقاضاة الرئيس روبرت موغابي وكيف يدفع ثمن ذلك . كثير من هذه الأفلام ممنوعة في البلدان التي أنتجتها مثل فيلم  No Knows About Persian Cats  للمخرج الكردي الإيراني بهمن كوباذي الذي يتحدث عن شباب موسيقيين يمارسون هوايتهم في الخفاء، أو فيلم Tibet in Song الذي يتحدث عن رجل تبييتي حكم بالسجن لثماني عشرة سنة في الصين لقيامه بتوثيق الأغاني في منطقة التبت .الأفلام المنتجة عن فلسطين تشغل حيزاً مهما في هذا المهرجان . هناك فيلم " راشيل "Rachel    وهو فيلم وثائقي للمخرجة المغربية سيمون بيتون تحقق فيه في حادثة دهس الناشطة الأمريكية في حركة التضامن العالمي من قبل جرافة إسرائيلية في عام 2003 حيث حاولت الوقوف في وجه هدم منازل فلسطينية . الفيلم يناقش الاحتلال ومقاومته من منظار مذكراتها التي قدمها عائلة الشهيدة لأول مرة . بالإضافة إلى هذا الفيلم هناك عمل آخر هو To Shoot An Elephant  " كي تطلق النار على فيل " لألبيرتو أرسي ومحمد رجيلة يركز على عمل رجال الإسعاف الفلسطينيين في فترة الهجوم الإسرائيلي على غزة والمخاطر التي يعرض لها هؤلاء المسعفون من اجل نقل الجرحى إلى المستشفيات .أما من الصين فقد عرض فيلم ( شروط الحب العشرة ) وهو يتحدث عن شخصية صينية مشهورة وقصة أكثر شهرة في الصين هي قضية الأويغور المسلمين ربيعة قدير التي كانت في يوم ما شخصية رفيعة المستوى في الصين تفخر بها الدولة . الأويغورية هذه انتقلت من امرأة فقيرة إلى واحدة من أثرى عشرة أشخاص في الصين وكرمتها الحكومة هناك في مؤتمر المرأة الدولي في 1995 الذي عُقد في بكين . لكن هذه المرأة انتقدت في خطاب لها في البرلمان الصيني الوضع السيئ الذي يعيش فيه الأويغور اقتصادياً وثقافياً بسبب الهجرة الكثيفة لأبناء أثنية أخرى إلى مناطق الأويغور حيث تم سجنها ونفيها بعد ست سنوات إلى الخارج وهي ما تزال تدافع عن قضية الأويغور رغم الضغوط التي تمارسها الصين على عائلتها في الداخل .من الأفلام المهمة التي عرضت في هذا المهرجان فيلم ( هدنة )  الذي يدور حول الحرب والاحتلال في العراق عام 2004 وهو مستلهم من أحداث حقيقية . يعرض الفيلم قصة ممرضة هولندية وطبيب فرنسي يحاولان الاستفادة من هدنة لمدة 24 ساعة في مدينة الفلوجة المحاصرة لنقل كمية كبيرة من الأدوية إلى مستشفى الفلوجة وعدم قدرتهما على الحصول على موافقات من الجنود الأمريكان ، يدفعهما للاستعانة بصحفيين لكي يسهلوا مهمة عبور نقاط التفتيش لكنهما لا يعرفان أن مستشفى المدينة قد ضُرب من قبل الأمريكيين أنفسهم . لقد حاول الفيلم أن يقدم صورة عن وضع المدينة في ظل الحصار ولكنه ركز أكثر على المعضلات التي يواجهها الأطباء والمراسلون في مناطق الحرب .في النهاية ينبغي أن نقول إن هذا المهرجان يحظى بمتابعة الجمهور الهولندي الكثيف ويعد في مناسبة أخرى نافذة يطل منها هذا الجمهور لمراقبة ما يجري في العالم من أحداث قد تستغلها الحكومة في اتخاذ بعض القرارات المصيرية . وهو احد الأسباب الرئيسية التي دعت منظمة العفو الدولية راعية المهرجان إلى نقله إلى العاصمة السياسية لاهاي بوصفها مدينة السلام في العالم كي لا يفرط بحقوق الإنسان على مقربة من مقر الحكومة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram