علي حسين
يطرح السيد علي العلّاق نفسه في الفضائيات باعتباره"فتّاح فال"العملية السياسية، وهو في كل قراءة لكفّ العراقيين لايجد غير عبارة واحدة :"رئاسة الوزراء ستظل لحزب الدعوة"، وقبلها كان يقرأ لنا البخت ويقول إن رئاسة الوزراء لن تذهب بعيداً عن السيد نوري المالكي، وعندما استيقظنا ذات يوم وجدنا العلاق يقف الى جانب حيدر العبادي ويشير مبتسماً : "هذا هو قدركم القادم"!!وفي كل مرة لاينسى العلاق أن يخبرنا أنّ هذه المعركة لن تنتهي إلا بطريقين لا ثالث لهما: إما حزب الدعوة فرع دولة القانون وإما حزب الدعوة فرع النصر.
لا أدري ألم تتعب أحزابنا "الموقرة" من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير؟ أيها السادة اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات، لماذا لاتنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي، وتعالوا نقبل بما يتنبّأ به العرّاف علي العلاق الذي ما إن تسأله لماذا تريدون الاستئثار بالسلطة الى أبد الآبدين؟ يقول لك وكله إيمان وحماسة وانفعال أيضا: ألم تر المنجزات التي حققها حزب الدعوة منذ عام 2006 وحتى هذه الساعة؟!
أعتقد أن أحاديث العلاق ستصبح وثيقة على زمن أغبر انتشرت فيه الانتهازية والخرافة والجهل، وغاب فيه رجال المحبة والسماحة والصدق.
قبل 44 عاماً يبعث الراحل نيلسون مانديلا رسالة من زنزانته، يعزي فيها أسرة أحد أصدقائه، يكتب في الرسالة الموجهة الى ابنة الصديق :"يقال إن الإيمان مثل شجرة سنديان، ينمو بشكل مطرد، وحين يصبح متجذراً يدوم لقرون. لعلّ ثروتي الوحيدة في الحياة هي أنّ لي أملاً بأنّ الظلم لن يدوم طويلا".
قبل وفاته أجرت معه مجلة التايم حديثا عن أهم دروسه في القيادة، قال فيه :"لا يوجد فى السياسة إما- أو.. فالحياة أعقد من أن تأخذ حلاً واحداً، فلا شيء اسمه الحل الوحيد، بل خليط من الحلول تصنع معا حلا صحيحاً"
ياسادة القضية لاتحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. وكل ذلك لا يحتاج الى فتاح فال مثل العلاق. يحتاج فقط الى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل وفي الاقتناع بأنه لا يمكن لهذه الوجوه أن تبني وطناً.