متابعة: المدى

أقام البيت الثقافي أمس الاول جلسة مخصصة للذكرى العاشرة لاستشهاد كامل شياع، أدارها القاص حسب الله يحيى، و بمشاركة الشاعر ياسين طه حافظ ورئيس اتحاد الادباء العراقيين القاص ناجح المعموري
استهل الناقد حسب الله يحيى الجلسة بكلمة قال فيها" ، نستعيد صورة كاملة عنه.. أخلاقا ومبدأً وعطاءً ثراً.. الحديث عن الشهيد كامل، يرتبط منطقياً بوزير الثقافة الاسبق مفيد الجزائري؛ إذ كان شاغلهما.. معاً.. بناء ثقافة وطنية رصينة وحيوية، لشعب راق.. والجزائري أمد شياع بثقة منذ لقائهما الأول في مبنى الوزارة خلال مطلع أيام البدايات الأولى لتشكيلها.
اعقبه الكاتب رضا الظاهر قائلاً: غياب القديس.. أصحيح إن السنوات العشر مررن على رحيل الحبيب؟ أصحيح إن وحوش الظلام الجناة ما زالوا طلقاء ولا أحد يسمع نداء فجيعتنا بالقبض عليهم؟ يا لهذا الحزن الذي لا يهجع.. يا للنادبات اللواتي يذيب نحيبهن الصخر... وتحدث عن لقائه به وذكرياته معه. مضيفاً: قُدّت روحه من بلور يصف الألق الجمالي تعاشقاً مع السياسة.. الفجيعة بموته لا تهدأ مطالبة بالقصاص من الجناة وايقاع العقاب بهم.. أقدم الظلاميون على قتله.. متوهمين.. إنهم ينهون مشروعه السائر نحو المستقبل، وما علموا إن مصرعه خطوة على طريق الإطاحة بمعالمهم هم، وسيظل هو دلالة للحالمين بالتنوير وما قتله إلا إيذان بمرحلة جديدة.
وتلا ذلك الشاعر ياسين طه حافظ الذي أعطى صورة للحظة استشهاد شياع قائلاً: اكتظ طريق محمد القاسم بجثث وشاحنات تصيح من حمى واكتاف العوائل مكشوفة للشمس تحتضنها؛ كي تصل الظلال، وأحداق وراء لسانها تتوعد الآتين.. تستجلي حقائقهم تكشف حقائق لا تريد الكشف.. الوحش إذا أتى ماذا تفعلون، لكن لكي يؤطر خوفه يزهو من ذكرى في المقهى وعاملة مع الاطباق في المستوى القصير غادرت تعليق الزجاج.. يتذكر الزمن الذي استبقاه يوماً.. أذكر لمحتُ ظلال كآبة في وجهه.. في وجهه سماحة تمنحه ابتسامة تعيده الى نفسه وبيته فكرة ظلت تدور في رأسه. جف ضباب طريقه أمام كرسي الباب.. يعز علي أن أمضي هذا الطريق يخيف والشاحنات تضج راحلة.. لا المطارات الكبيرة ولا طريق محمد القاسم المزروع موتاً، ما عاد الحديث سامعه وحديثه قلق، بأنه سينعطف انعطافته الأخيرة والورق الخريفي المذهب تكنسه رياح اللي..
وأشار ناجح المعموري رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق الى أن كامل شياع.. مفكر ومناضل.. ما زال حاضراً.. حياً، ما زالت الإرادة التي ميّزت ذاكرته حية وفاعلة في الشارع.. تناول «اليوتوبيا معياراً نقدياً» في رسالته لنيل الماجستير، ماراً بعناصر فكرية في تاريخ الفلسفة التي استعان بها لإنجاز بحث عن موت الايديولوجيا تماهياً مع موت المؤلف؛ فاختار اسماء فلسفية مهمة.
وقال مفيد الجزائري: عشرون شهراً من العمل المشترك.. المباشر.. يومياً.. بشكل دينامي ومثابر جمعني بكامل شياع من أيلول 2003 الى نيسان 2005.. عمل مشترك تأكد لي إنه أكبر من مدير عام.. للشؤون الثقافية.. شيئاً فشيئاً أصبحت قضايا الوزارة ومهماتها وخططها الموضوع اليومي الذي يشغله معي ويسبق كل قرار مهم تتخذه الوزارة وتنفذه.
وفي كلمة للكاتب حسين الهنداوي قرأها جمال العتابي قال: وقرأ جمال العتابي كلمة بعثها حسين الهنداوي:
كامل أبو الفلسفة، عبر عن نفسه في وقفات فكرية ظلت كليلة نسبياً، لكنها تتمتع بالحرية الذهنية المتعلقة بأفكار وسياسات خاض فيها بعيداً عن المواقف الرسمية التقليدية.. استشهد متماهياً مع العراق، تماهياً ليس طارئاً.. شغف شياع بالفلسفة عميق، برغم مجيئه إليها من الايديولوجيا السياسية، لكن حماسة عارمة بلغة عربية الى جانب مهارات أسلوبية محضة، عارضت في رسالته فهمه لليوتوبيا عبر مراحل تاريخية منذ عصر النهضة للان.
وقدمت خلال الجلسة معزوفات موسيقية للموسيقار دريد فاضل الخفاجي.