اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: صواريخ باليستية ومأساة البصرة

العمود الثامن: صواريخ باليستية ومأساة البصرة

نشر في: 2 سبتمبر, 2018: 08:39 م

 علي حسين

أتخيل المواطن العراقي المسكين المحاصر بانعدام الخدمات والبطالة وشرور الطائفيين، في البصرة أو في بغداد أو في الموصل، وهو يتأمل السيد نوري المالكي يخبره أن"فخامته"لن يرشح نفسه لمنصب رئيس الوزراء، وإنه سيتفرغ لمشروعه"الإصلاحي"، وسيفرك المواطن العراقي عينيه متسائلاً وهو ينظر الى صور المرشحين للمنصب: هل نحن نعيش في بلاد تسخر من مواطنيها وتستغفل عقولهم بشكل قاسٍ إلى هذا الحد؟ هل صار العراقيون بحاجة إلى مسؤولين متهمين بملفات محسوبية وفساد، كي يأخذوا بأيديهم نحو الخراب؟ وما الأفضل للناس البقاء أسرى تغريدات وفيق السامرائي عن المنبطحين، أم الإستعانة بالسوبرمان"فالح الفياض"؟.
ماذا كان يفضّل العراقيون حقاً: العدالة الاجتماعية والرفاهية والأمان، التي مايزال جميع السياسيين يتغنون بها من أجل الحصول على مزيد من الامتيازات والأموال المنهوبة والمناصب، أم القتل المجاني والبطالة ونهب الثروات؟ من أوصل المواطن المسكين إلى هذا الخيار، إما القتل على يد القوات الامنية"البطلة"في البصرة، أو الهتاف لمحافظ البصرة الذي يريد أن يحرر المحافظة من الاستعمار الفرنسي؟ ماذا حدث لـ"دولة الإصلاح"أين غابت خطب النزاهة و الشراكة والقضاء المستقل؟ بماذا يفكر العراقي وهو يرى المسؤولين الايرانيين يسخرون من معاناته ويقولون له بكل بساطة لم يحن الوقت بعد لأن تصبح صاحب قرار حرٍ، فما زال هناك الكثير من الصواريخ الباليستية التي نريد أن نجربها! ماذا سيقول المواطن العراقي في نفسه ولنفسه عندما يرى أن تضحياته على مدى عقود كاملة انتهت إلى إقامة نظام سياسي تتولى إدارته حنان الفتلاوي وصالح المطلك ومحمد الحلبوسي وتنطق باسمه عالية نصيف.
يبدو الأمر سريالياً، ونوعاً من مسرحية عبثية لم يكتب مثلها حتى المرحوم صمويل بيكيت، ففي بلاد تعجز القوات الأمنية وتتخاذل عن إلقاء القبض على أحد"المفسدين"، لكنها تمارس هيبتها وسلطتها ورصاصها الحي ضد متظاهرين عزل.
بعد خمسة عشر عاماً من وصول إسلاميي العراق الى السلطة، حصلت أحداث"سارة"في بلاد الرافدين. أبرزها إنْ تسمم 1500 مواطن غير مهم في نظر"الحاجة"عديلة حمود، ومقتل شباب التظاهرات في البصرة أمر بسيط في نظر حيدر العبادي، لم تعد مسألة الإصلاح مهمة ولا ملاحقة الفاسدين، المهم أن الجميع يعتقد أنه الأحق بالجلوس على كرسي رئاسة الوزراء.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram