أحمد فاضل
قد يكون هذا الكتاب هو الأول من نوعه الصادر هذا العام على المستوى المحلي والذي لم أجد من ينافسه أو يماثله لأنه احتوى على مشروع مهم هو ترجمة 30 قصة قصيرة لكُتاب من العراق من العربية وهي اللغة التي كُتبت بها قصصهم القصيرة إلى الإنكليزية ، وبذلك يكون البطيحي قد وضع هذه الحصيلة بيد المتلقي الغربي كي يتعرف على 30 كاتباً عراقياً ، هذا إذا تمكن من ذلك ، لكن يبقى سؤال :
" كيف سيقع هذا الكتاب بيد القارئ الغربي دون تسويق تتعهده جهة تسويقية عالمية كالأمزون مثلاً ، لأن دار النشر التي أخذت على عاتقها نشره – وهذا الكلام ليس موجهاً لها فقط بل يشمل جميع دور النشر العربية التي تشارك في معارض الكتاب العربي حصراً دون المعارض العالمية – فسيبقى حبيس القارئ العربي ولن ينال حظه هناك " .
هذه الآهة التي وددت عدم البوح بها لولا خوفي على منجز مهم كهذا الكتاب أن يبقى يدور في فلك النسيان دون تحقيق مهمته مع إنه يعيد إلى الذاكرة ما كانت تقدمه المطابع اللبنانية من قصص وروايات مترجمة باللغتين العربية والإنكليزية مع فارق اعتمادها على الكُتاب الغربيين حصراً .
الكاتب والمترجم البطيحي نقل إلى الإنكليزية بأمانة واقتدار 30 قصة قصيرة لكُتاب عرفهم القارئ العراقي والعربي بتميزهم في هذا الجنس من الأدب واستطاع من خلال استخدامه المفردة الإنكليزية من التقريب بين اللغتين دون المساس بالأصل وهي من الأساسيات الرئيسة التي يحافظ عليها المترجم ، فالترجمة لا تتعلق بالكلمات والقواعد فقط بل تتعلق أيضاً بنظام الكتابة واتفاقيات اللغة المكتوبة ، ففي مجال الأعمال الأدبية ليس من غير المألوف أن يجتمع الكثير من الأقران المحترفين الذين يصفون أنفسهم ككُتّاب يمكن أن يلفتوا نظر المترجم لهم ، فمن الواضح أن المهنتين قد لا تلتقيان إلا بتوافق المترجم أولاً إذا ما أعجبه العمل وهيأ له كل التقنيات المتاحة للترجمة ، خاصة إذا ما ارتبط كل ذلك ارتباطًا وثيقاً بحب اللغة ، وبالنسبة للكثير من المترجمين فإن الخطوة الأولى على طول هذا المسعى اللائق والمحفوف بالمجهود اللغوي تنبع من كتاب أحبه المترجم وألهمه على ترجمته
ونتيجة لذلك نسمع الكثير عن أهمية تلك الكتب التي تأخذ طريقها في الترجمة وتحوز في النهاية حتما على إعجاب القارئ في كل مكان ، ولكي تترجم يجب أن تفهم طريقة كتابة كلتا اللغتين الاتفاقيات وعلامات الترقيم والحروف الأبجدية فآليات اللغة لا تقل أهمية عن الكلمات والقواعد وهذا ما أخذ به مترجمنا البطيحي في جميع قصصه المترجمة في هذا الكتاب بدءاً من " سلاماً دكتورة أسيل " قصة الكاتب علي البدر الذي رأيناه مراجعاً لهذه المجموعة بحكم كونه مترجماً متمرساً ، حتى القصة الأخيرة " الفصل الأخير من حكاية خليل سلامة " للقاص حسين محمد شريف .
جميع التعليقات 1
خليل البدري
تشكرون لإهتمامكم بالأدب ،وأنا كاتب قصص قصيرة ، وأعي تماما معنى كلمة (قاص أو كاتب قصص قصيرة ) وارغب في النشر لديكم ، علما انني الآن انشر كتاباتي في مدونة جديدة . اذا احببتم من الممكن ان ابعث لكم قصة كبداية للإطلاع ،