عبدالله السكوتييحكى ان رجلا مسنا ماتت زوجته، فتأثر لموتها، ورغب في الزواج، وشعر اولاده برغبته ؛ وذات ليلة بينما كان الجميع في الدار، قال كبير الاولاد لأخوته: انه بانتظار من يحضر من المدينة لبيع ثورهم الوحيد ليستعين بثمنه على زواج والده، وكان والدهم حاضرا، فوقع هذا القول موقع القبول عنده ، وكان يقول لاولاده في اكثر الليالي ليذكرهم بمسألة زواجه: (سولفونه بسالفة الثور)، ليستمتع بحديثهم حول زواجه وليؤكد الامر حتى لاينسوا.
وكما شغلت هذا الشيخ المسن (سالفة الثور)، لانها تتعلق بشيء مهم يمكن ان يغير حياته وهو الزواج، كذلك نحن نتساءل عن سالفة التوافقات والائتلافات، لنرى اين وصلت وهل ستؤثر اعادة الفرز يدويا في بغداد عليها ام لا، وهل من الممكن ان يصبح الفائز خاسرا، والخاسر فائزا، لتتغير المعادلات، ام انها مسألة روتينية لاقناع الكتل البرلمانية المعترضة بصحة ماذهبت اليه المفوضية العليا المستقلة للانتخابات؟ وما من عراقي لم يسأل عن سالفة الاعتراضات والتحالفات الى اين وصلت واين اصبحت، حتى انك تستطيع ان تتكهن حين ترى مشادة قوية بين اثنين، انها تخص الائتلافات والكتل الفائزة وماذا ستفعل المفوضية في هذا المأزق.انتظرنا نتائج الانتخابات بفارغ الصبر لنطوي صفحة كانت مهمة جدا في حياة الشعب العراقي، اذا مااردنا ان نتناول التشكيك والاتهامات التي اطلقت ضد المفوضية قبل فرز اية نتيجة. الكل يعلم ان الانتخابات مهمة عسيرة جدا ، ومن المستحيل ان تمر بدون طعون او دونما تشكيك، ولكن ماجلب انتباه الاخرين حين دافعت المفوضية عن نزاهتها وعن النتائج التي اعلنتها بثقة عالية، متجاهلة الدعوات التي وجهت اليها باعادة العد والفرز يدويا ، واحتجت عليها بأن العملية اذا تمت بهكذا طريقة بدائية فستحتاج الى وقت كبير، لاتستطيع المفوضية توفيره ؛ لكنها في النهاية تخلت عن قناعاتها لتقتنع باعادة الفرز والعد يدويا في بغداد حصريا لقناعتها بالطعون التي وجهتها كتلة ائتلاف دولة القانون؛ وستتوالى الدعوات في المستقبل القريب من باقي الكتل لاعادة العد والفرز يدويا وسندخل في هذه الدوامة ولانخرج منها الا بستة اشهر او اكثر.وسالفة الثور في العراق ماشية؛ فهي تنتقل من مفهوم الى آخر ومن قضية الى اخرى، ولا اعتقد انها ستقف عند التحالفات او الطعون، وانما ستستمر وتستمر للبحث عن الحلقة المفقودة في الديمقراطية العراقية ، وهي حلقة تشكيل الوعي الشعبي الذي سيضع الحلول لجميع الاشكالات .تزوير في الانتخابات وتزوير في شهادات مرشحيها وتزوير في درجات الطلاب وتزوير للعملة وحتى وصل التزوير في المناصب والضحك على الذقون الى اعلى مدياته، يضاف الى ذلك شخصنة العملية الديمقراطية برمتها حيث خضعت التحالفات للامزجة والعلاقات الشخصية وابتعدت كثيرا عن مصلحة الوطن. اما الآلية التي خضعت لها التحالفات فلم تخل هي الاخرى من اخطاء ربما ميزت الفائز واعطته القوة بفرض شروطه على الطرف الآخر، لانها تحالفات مابعد النتائج، وكان من المفترض ان يعد لهذه التحالفات والائتلافات او الاتفاق على خطوطها العريضة قبل الدخول في الانتخابات؛ هذه الاشكالات التي افرزتها ديمقراطية العراق، مع الاشكالات الاخرى تجعل من الوضع في العراق قابلا للتأويل، ومن المؤكد ان الشعب العراقي بات من اكثر شعوب الارض استقراء وتحليلا واستنتاجا،ولا اعتقد ان احدا يخطىء في رؤيته لأن المفاجآت هي سيدة الموقف، ومايرفض بالامس يقبل اليوم، وليست هنالك حدود لأي شيء ، هناك تداخل في الافعال والتصريحات، ولاندري الى اين تمضي بنا السفينة، وكما قالوا في المثل (كلمن براسه صوت ايصيحه).
هواء فـي شبك: (سولفونّه بسالفة الثور)
نشر في: 21 إبريل, 2010: 07:36 م