TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: مذبحة البرلمان

العمود الثامن: مذبحة البرلمان

نشر في: 15 سبتمبر, 2018: 10:25 م

 علي حسين

امتلأت حياتنا خلال الشهور الماضية بمطوّلات وأغنيات حماسية عن موت المحاصصة، وفي كل ساعة تدخل أصوات جديدة الى الساحة ترفع شعار”نموت، نموت، ونعبر الطوائف”، هكذا وجدت الناس نفسها تعيش في ظل ما يسمى بانتخابات ترفع شعار المجرَّب لايجرَّب، فماذا وجدنا أمس في البرلمان؟ وجدنا أنّ معظم ساستنا يدافعون باستماتة عن استمرار العراق في موقع المتقدم في جدول البؤس والخراب العالمي!
وهذه المكانة العالمية المرموقة وصل إليها العراق نتيجة حاصل جمع محمد الحلبوسي وفالح الفياض ومعهما 328 نائبا لايريدوننا أن نغادر عصر الانتهازية السياسية، وكما تعرف جنابك فإن وراء هذا الإنجاز الكبير منظومة متكاملة تحارب على أكثر من جبهة لكي تضع العراق في قاع سلّة بؤساء العالم، منظومة تعمل في تناغم بديع من عائلة الكربولي التي أصبحت تشتري وتيبع بكراسي البرلمان، إلى قائمة البناء التي تريد أن تفرض رجالها ولو بقوة السيف، إلى سائرون التي لاتزال للاسف تمارس هواية التزلّج على سطح المحاصصة.
غير أنّ هذه الحالة من البؤس التي شاهدناها أمس في البرلمان ليست أكثر من عنوان دالّ ودقيق على حالة البؤس العام التي يرفل فيها العراق، من السياسة إلى الثقافة إلى التعليم إلى الصحة، ولأنّ البؤس بالبؤس يذكر، فمازال المواطن يسأل عن الأموال التي صرفت على بناء قاعة السيد نوري المالكي”الملوكية”، في وقت قتل فيه أكثر من عشرين شاباً بصرياً تظاهروا احتجاجاً على سوء الخدمات، لا تزال الحيرة تملأ وجوه الناس وهي تشاهد الزعيمة حنان الفتلاوي تظهر من على فضائيتها الخاصة في مسلسل”عصر السلاطين”.
تُعرِّف الأمم المتحضرة، أو التي يتمتّع ساستها بالحد الأدنى من سلامة القوى العقلية والحسّ الإنساني والوطني، البرلمان بأنه المكان الذي يجتمع عليه كل المواطنين، في هذا البلد أو ذاك، ليجعل حياة الجميع أفضل، من خلال إحداث نوعٍ من النهوض المتكامل، يستهدف الارتقاء بحياة المواطن العادي، وإنعاش حظوظه في العيش بكرامة، في ظل ساسة يحترمون حقوقه الأساسية في الحرية والعدل والعمل..لكن للاسف ما وجدناه امس يؤكد ان بنية النظام السياسي في العراق لاتريد ان تغادر حالة نادٍ للمقامرة يتحول فيه البعض من لاعب مغمور ومفلس إلى صاحب مشروع استثماري يدر الملايين من الدولارات.
و لأنّ البؤس لا يتجزّأ، فقد عجزت دولة مفترض أنها غنية وكبيرة عن معالجة مياه البصرة، وهي الدولة ذاتها التي شاركت في أكبر عملية نصب على المواطن من خلال فيلم الانتخابات عابرة الطوائف!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram