TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: على أعتاب آسيا للناشئين!

كلمة صدق: على أعتاب آسيا للناشئين!

نشر في: 16 سبتمبر, 2018: 07:37 م

 محمد حمدي

لم يساورني الشعور بالقلق على مسيرة أي منتخب عراقي للفئات العمرية في أية بطولة خارجية طيلة السنوات السابقة، ومرد ذلك يعود لأسباب كثيرة معروفة أخذت حقائقها تتكشف تباعاً وتزيح عن أهم الانجازات صبغتها الشرعية، الحديث هنا ليس بصدد تقليب أوراق الماضي التي لا تبعث على الفخر بقدر ما هو حالة من الأمل والتفاؤل لتصحيح المسار الجديد، ومن المنطقي أن نشير الى ثورة تغيير بانت ملامحها حديثاً، حيث فقدت مسوغات التلاعب بالأعمار وبانت مضارها الكثيرة وأثرها الفاحش في مستقبل أجيال طمرت تحت ركام النسيان لفقدانها فرصة التمثيل الحقيقي بما يناسبها وفصّل تماماً على قياساتها الرياضية الابداعية ومن الممكن أن نعزو هذه الصحوة التي أتت متأخرة الى مسبّبات كثيرة قد يكون الإعلام الرياضي في طليعتها وانكشاف المستور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ثانياً وهي من حسنات هذه المواقع .
ولأجل أن نستشعر صعوبة الطريق الطبيعي لهذا العمل الذي سيثمر في المستقبل بالتأكيد، لابد أن نلاحظ مدى الشفافية والوضوح التي سار عليها مدرب منتخبنا الوطني للناشئين الكابتن فيصل عزيز الذي تحمل وزر حل المنتخب السابق والمجازفة بأشباله في بطولة غرب آسيا التي فقدها كتحصيل حاصل مع الأخذ بالحسبان إعداد العدة لبطولة آسيا للناشئين في ماليزيا التي ستنطلق في العشرين من الشهر الحالي، ويتحتم عليه مواجهة منتخبات استراليا وكوريا الجنوبية وافغانستان في مطلعها .
إن خط الإعداد الفعلي الداخلي في بغداد تم بصعوبة بالغة بملاعب بسيطة زاد من صعوبتها إلغاء معسكر أربيل والاكتفاء بمعسكر الدوحة الخارجي لتسعة أيام فقط، مع جميع تفاصيل هذه الصورة المرتبكة لايمكن أبداً الحكم والتسليم بأن المنتخب الفتي الجديد سيكون لقمة سائغة للغير، بل العكس هو الصحيح، وأشاطر الكابتن عزيز تأمله بأن يكون الظهور مشرفاً باسم العراق ومكانته في منتخب جديد خطّ لنفسه السير تحت أشعة الشمس بعيداً عن العتمة والتقولات !
شخصياً اعتقد أن منتخبنا الناشئ إن تمكن من فكّ رموز مباراته الأولى أمام إفغانستان واستعاد الثقة بالنفس واللعب بروح الكبار روحاً لاعمراً مثبتاً في الأوراق الرسمية فإنه سيكسر الحاجز الآخر ومابعده ويكشف عن روح الموهبة والإبداع التي يمتاز بها اللاعب العراقي بخامات ورثت الكرة وحبها من الطرقات وطورتها التجارب الصعبة، من وحي هذه الثقة التي نريد غرسها في نفوس الصغار. اتمنى أن يدعم المنتخب بتجربته الأولى جماهيرياً وإعلامياً بأقصى الحدود وأن ننزع عنا وشاح اليأس الذي يسبق البطولة بتبعات غرب آسيا الأخيرة، لان كرة القدم متغيرة وتعطي لمن يعطيها وقد شاهدنا منتخب كرواتيا الكبير بنجومه ومركزه الثاني في المونديال ينهار بنصف دزينة من الأهداف الإسبانية والإجابة معروفة بالتأكيد، فكرواتيا الأمس ليست كما هي اليوم .
يقيناً أن أي نتيجة ايجابية ستتحقق ستلقي بأثرها الايجابي أيضاً على منتخبنا الشبابي بقيادة الكابتن قحطان جثير الذي ينتظره استحقاق آسيوي هو الأخر في اندونيسيا، ولا تختلف ظروفه كثيراً عن منتخب الناشئين. الحلقة الأخيرة التي أريد الإشارة إليها ستكون بمضمار داخلي للأندية جميعاً والاتحادات الرياضية لجميع الألعاب أن يكون نهجها الجديد لفرق الفئات العمرية مبنياً على واقعية التغيير بالأعمار والقياسات الحقيقية ونسيان فترة مظلمة سابقة أكلت من جرفنا الرياضي كثيراً، وآن لها أن تذهب الى غيررجعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram