علي حسين
من موقع المسؤولية الانتهازية، تدخّل السيد حسن السنيد وقدّم لنا درساً في الصحافة الاستقصائية، فالرجل سهر الليالي ونبش في الملفات وخرج بنتيجة تؤكد براءة نوري المالكي من أي ملف فساد خلال السنوات الثماني التي ضاعت فيها مئات المليارات من الدولارات، وأخبرنا السنيد مزهواً أنّ في الأدراج أسراراً سيكشفها للعلن..ولا نعرف ماذا تريد الزعيمة حنان الفتلاوي الآن، لكنها بالتأكيد تريد شيئاً أساسياً هو البقاء في الواجهة، وإذ يكثر الكلام حول فتح ملفات فساد السنوات السابقة، تشعر الفتلاوي بالفزع، ولهذا كان لابد أن تُنظم مؤتمراً صحفياً تعلن فيه أنها كانت النائبة المعارضة الوحيدة في البرلمان العراقي، ولا بد ان تكتب وهي"مزهوة"أن كتلتها انتصرت بانتخاب الحلبوسي، وربما فاتها وهي تعمل الآن في مجال الإعلام أن اليوتيوب ومواقع الاخبار تحفظ لها"بأمانة"ما كانت تقوله عن الحلبوسي، وكيف طالبت بتقديمه للقضاء ذات يوم"توازني"عصيب!..هل هناك جديد في الصحافة الاستقصائبة؟ نعم في بلاد الغرائب تسمع وترى الكثير، ومن العجائب ما ناقشه رئيس كتلة الفضيلة في البرلمان عمار طعمة الذي هاج وماج لأن النائب محمد علي الزيني قال أن بغداد عاشت العصر الذهبي في زمن الرشيد.. ربما يعذرني السيد عمار أننا منذ 2003 أصغينا لخطب تطالبنا بأن ننتخب قائمة"جماعتنا"مثلما خُدع آخرون، حين أصغوا لهلوسات أسامة النجيفي ورفيقته في النضال"الطائفي"عواطف النعمة.
منذ أيام يخوض الصحفي الأميركي الشهير بوب وودوارد معركته مع ترامب، بعد أن أصدر عنه كتاباً بعنوان"الخوف"، الفزع اصاب الرئيس الاميركي الذي كتب أكثر تغريدة يهاجم فيها الكاتب، لكنّ الناس لم تصدق ترامب وذهبت باتجاه الكتاب الذي بيع منه في يوم واحد 750 ألف نسخة.
المشكلة التي تواجه ترامب أن مؤلف الكتاب رجل صادق ومعلوماته موثقة، وسبق أن خاض معركة مع نيكسون سمّيت بفضيحة ووترغيت أدت إلى إسقاطه، وفضح جورج بوش وسخر من أوباما، ولم يؤثر عليه تودد الرؤساء له، فهو مخلص للصحافة فقط، ولهذا يخبرنا أنه لم يصوت في أي انتخابات خوفاً من أن يؤثر التصويت على مهنيته، ترامب يصاب بالفزع من كتاب، بينما"المناضل احمد الجبوري الشهير بـ"ابو مازن"يقول بكل ثقة وووسط قاعة البرلمان"اني شراي واكو من يبيع صوته للحلبوسي"مبروك عليكم الديمقراطية!!