علي حسين
قرأت اليوم ، بكلّ حسن نيّة ، بيان حزب الدعوة الذي ندب فيه حظه ، فالحزب بحسب البيان يعيش لحظة حرجة ، فبعد أن استولى على معظم مؤسسات الدولة وابتلع الهيئات المستقله ، وجد ان هناك نفر " ضال " يريد التأمر على منجزاته . كان حزب الدعوة قد أخبرنا قبل الانتخابات الأخيرة أنه " مترفّع " عن الاشتراك فيها ، بعدها أصدر الحزب بياناً تكتيكياً بشرنا فيه أنه سيدخل الانتخابات من باب العبادي وشبّاك المالكي ، وختم البيان بعبارة يخبرنا فيها نحن " عشّاقه " أنه حزب لايبحث عن السلطة ولايهمه الجلوس على كرسي الحكم ، لكنه اليوم وبعد أن أسدلت الانتخابات ستارها ، وجلس الحلبوسي بنظارته الشمسيه على كرسي رئاسة البرلمان ، وإكمالاً للمسيرة " الروزخونية " عاد حزب الدعوة ليحذر الشعب العراقي ، وأنا منهم بأن نبتعد عن المؤامرة التي يسعى أصحابها إلى إيقاف مسيرة النهضة والتنمية التي قادها الحزب منذ اليوم الاول الذي تسلّم فيه الداعية إبراهيم الجعفري رئاسة الوزراء عام 2005 وحتى هذا اليوم من شهر أيلول عام 2018 الذي لايزال فيه الداعية حيدر العبادي يتحسّس كرسيّ رئاسة الوزراء ، ، ويشرح لنا بيان الحزب مشكوراً أنه عمل بإخلاص ليفي بوعده الذي قطعه أمام الشعب العراقي ، والعراقيون جميعا قد جرّبوا وعود الحزب منذ ما يقارب الثلاثة عشر عاما من الوقائع والأحداث التي لم يترك لنا فيها الحزب " أدامه الله ذخراً لنا " فرصة واحدة للاستقرار والعيش بأمان ، وبناء دولة المؤسسات ، وإشاعة العدالة الاجتماعية .
ولايفوت الحزب أن يذكّرنا نحن " محبّي الدعوة " من أننا من دون أن ندري ننتظر أن يحسم الحزب أمره ويبدأ من جديد يدير خريطة الحكومة الجديدة مثلما أدارها في السنوات الماضية حيث يريد لنا أن نعيش معه
في مجتمع مغلق، ودولة تخاف من التظاهرات ، وأحزاب تغذّي نفسها من أموال السحت الحرام ، فيما المواطن وحيداً في الشارع ينتظر من يؤمّن له حياته وحاجياته وينشر الأمل والتسامح .. الحزب وهو يتألّم لما سارت عليه الأمور بين العبادي والمالكي وكان يتمنى أن يتّحدا تحت شعار " أنا وابن عمي على الغريب " ، والغريب طبعاً هذا الشعب الناكر للجميل الذي ينكر أنه خلال الأعوام الماضية عاش سعيداً مرفّهاً ينام على مصطلح الانبطاح ويصحو على عبارة الشفافية ، ويبن هذا وذاك يمضي عمره مع حزب الدعوة وأشقائه الكرام في معارك منفعية ، ليست بينها معركة واحدة من أجل الاستقرار والمستقبل.