ترجمة: هيفاء راضي البياتيلابد من وقفة جليلة أمام الشاعر والانسان الذي عاش الحياة والكتابة معا على مستوى واحد دون ان يكون الانسان والكاتب شيئا مختلفا اخر ففي الايام القليلة الماضية aمرت الذكرى الثالثة والعشرون على وفاة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا.
وبلا شك فان مؤلفاته الشعرية احتلت شهرة واسعة وصارت الاكثر قراءة وتأثيرا في تاريخ الادب العالمي وحصرا في اسبانيا ومنها تلك التي كتبها في حقبة العشرينات من عمره وبكلمات دافئة (الحب عمره قصير بينما النسيان اطول بكثير) وبرغم مرور عشرين عاما على مجموعة بابلو الشعرية الرائعة والمعروفة بـ(عشرون قصيدة حب) والتي تغنت بلوعة الحب والم الفراق فأن الاقبال مازال كبيرا على شرائها مع ان مبيعاتها لم تتجاوز الـ 50 الف نسخة في بداية نشرها الا انها سجلت مؤخرا زيادة هائلة في مبيعاتها وبمعدل 2 الى 3 ملايين نسخة.واشار الشاعر التشيلي في قصائده الى مدي التضحية التي يبذلها العاشقون في تجاربهم العاطفية وخاصة في مرحلة الشباب التي تبلغ ذروتها والى مرحلة النسيان التي تاتي طوعا دون ارادة الحبيب واصفاً الحياة بان ليس لها طعم عندما ينتهي الحب.وبابلو احب شيلي بشغف وفرح طفولي بريء كما احب قضايا شعبه حتى اللحظة الاخيرة حيث ظل واقفا صلبا في ساعات الانقلاب في 13 أيلول ( سبتمبر) عام 1970 وقتل اومات موتا غامضا في الانقلاب الفاشي المدعوم من المخابرات الامريكية.واشترك في الحرب الاهلية الاسبانية ضد نظام فرانكو في منتصف الثلاثينات وتعرف على كبار كتاب العالم ومنهم الروائي الفرنسي اندريه مالرو والشاعر الاسباني لوركا الذي قال عن بابلو:(انه شاعر اقرب الى الموت من الفلسفة والى الالم منه الى الذكاء والى الدم منه الى البحر.. انه شاعر مليء بالاصوات الساحرة التي لا يستطيع هو نفسه لحسن الحظ ان يفسرها وهو رجل حق يعرف ان طائر السنونو اكثر بقاء من التمثال الصلب.ان شعر نيرودا يرتفع بنغم لا مثيل له في امريكا مليء بالحب وكله عذوبة وصدق، ان نيرودا لا يعرف الحقد والسخرية وحين يريد ان يعاقب ويرفع السيف يجد نفسه أمام حمامة جريحة بين اصابعه).وبابلو نيرودا اسمه الحقيقي هو (ريكاردو ونفتالي) واسم بابلو مستعار اطلق اعجاباً بالشاعر التشيكوسلوفاكي جان نيرودا وكتب كل قصائده بهذا الأسم المستعار ومنح جائزة نوبل به.أما اشهر الابيات الشعرية التي قالها فجاءت في قصيدة (انا لا احبك)انا لا أحبك فيما اذا كنت وردة لا ذعه أو جوهرة او سهم القرنفلات التي تطلق النيرانانا أحبك كما تحب بعض الاشياء المظلمة في السر بين الظل والروحانا أحبك كالنبتة التي لا تزهر أبداًولكنها تحمل في ذاتها نور الازهار المخبوءة.