علي حسين
أخبرنا حزب الدعوة "متفضلاً" بأنّ أياماً قليلة تفصلنا عن إعلان بيانه الثوري بعودة الأمور بين نوري المالكي وحيدر العبادي إلى"مجاريها"وأن هناك معجزة جديدة وهي عودة الحزب إلى كرسي رئاسة الوزراء!
لا يوجد عراقي واحد، لا يتمنى أن يكون ما أعلنة حزب الدعوة نوعاً من أنواع الخيال، كما لم يكن هناك عراقي واحد، لم يحلم بأن يكون اعتذار حزب الدعوة عن خراب 15 عاماً واقعاً وحقيقة.
من المناسب هنا أن نلفت الأنظار، إلى أن اختراعات حزب الدعوة"الديمقراطية، لا تظهر إلا مع قرب خسارتهم كرسيّ رئاسة الوزراء، حيث يملأون الأجواء خطابات ووعوداً مليئة بالكوميديا.
وبسبب ميولي الإمبريالية، وعشقي للماسونية كما كتب أحد الدعاة مشكوراً وهو يسخرمن العبد الفقير لله ويتهمه بغياب البصر والبصيرة، سأعيد على حضراتكم ما قاله"الاستعماري"ونستون تشرشل، من أنّ هناك سياسيّاً يحجز له مكاناً في ذاكرة التاريخ، وهناك من يسعى بقدميه إلى النسيان. في الأيام الأولى لتولّي حيدر العبادي منصب رئيس الوزراء، كتبتُ في هذا المكان ممنّياً النفس أن تكون أولى خطوات العبادي متّجهة نحو الإصلاح والتغيير، وقد سخر مني بعض القرّاء الأعزّاء وكانوا على حقّ وهم يصفون أمنياتي بأحلام العصافير، وأعترف بأنني خسرت الرهان، مثل كلّ مرة أراهن فيها على مسؤول عراقي.
في الايام الماضية كان الفيسبوك مشغول بسؤال لماذا لم يتغلب رجل الدولة في شخص حيدر العبادي على رجل الحزب؟ فالبعض يرى أنّ العبادي استطاع في فترة قصيرة أن يعيد ترميم بعض ما"خرّبه"زملاء له في حزب الدعوة، والبعض قال بانفعال لماذا تطلبون من المسؤول ان يكون مستقلاً، أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق حزب الدعوة وهو يريد ان يطبق علينا نظرية"احلام العصافير".
عام 2016 عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحمّل رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب، فيما اعترف الحزب بان حساباته كانت خطأ، ولايزال حتى هذه اللحظة يعاني من المشاكل والاستقالات.
ماذا فعلت احزابنا"المؤمنة"؟ اتجهت بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! والحجاج واقاربهم وعشائرهم نهبوا الاخضر واليابس.