TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > طيور بابلو نيرودا

طيور بابلو نيرودا

نشر في: 23 إبريل, 2010: 04:45 م

محمد نجيب لفتة لم يمتلك بابلو نيرودا شاعر شيلي الذي ملأ الدنيا و شغل الناس ,موهبة كتابة الشعر الرائع فحسب بل تمتع أيضا بقدرة فائقة على رصد الطبيعة و مظاهرها المتنوعة بعيون الخبير و المطلّّّع , و من ذلك جمال الطيور و مراقبة حركاتها. أن نيرودا الذي كتب عليه أن يعيش مرتحلا من شِيلي و اليها كان ,
و على طريقة الشاعر الأنكليزي وردزورث و زملائه الرومانسيين , يرصد جمال وطنه عن قرب و يخزنه عميقا في عقله و قلبه صورا تتفجر بعد حين عيونا تفيض حبا و ولها بشيلي و ما فيها.rnفتنوعت الموضوعات و تعددت الاساليب الشعرية و غدا نيرودا و شعره عصيا على التبويب.يقول النقاد أن نيرودا طور شعره في أتجاهات أربعة . الأول أحتوى قصائد العشق و الغزل ( مثلا مجموعة "عشرون قصيدة حب " التي نشرها نيرودا في أيام شبابه و مجموعة " أشعار القبطان " التي صدرت في العام 1952 ). أمتازت أشعار هذه المرحلة بالرقة و الحزن و الحسية و العاطفة المتدفقة . و الأتجاه الثاني هو أتجاه الشعر المادي( مثلا مجموعة " أقامة في الأرض ) و طغت على أشعاره العزلة و الكابة دخل فيها الشاعر عوالم خفية تسود فيها قوى غريبة و غامضة . أما شعر نيرودا الملحمى ( مثلا مجموعة النشيد العام )فهو يمثل محاولة على طريقة الشاعر الأميركي ولت ويتمن لأعادة تأويل ماضي أميركا اللاتينية و حاضرها و صراع الطبقات الكادحة و المسحوقة من أجل الوصول الى الحرية. , أخيرا هنالك القصائد التي كتبها نيرودا و تغنى فيها بالأشياء اليومية المعتادة و بالحيوانات و النباتات كما في مجموعة "فن الطيور " . هذه الأتجاهات الأربعة تنبع في الأساس من أربعة مظاهر طغت على شخصية الشاعر : المظهرالأول هو حبه الكبير للحياة , و من لا يتذكر صرخته المدوية التي أسمعها للعالم أعترف بأنني عشت و هي العنوان الثانوي لمذكراته ( ترجمها للعربية محمود صبح 1987) . ثم هنالك الكوابيس و السوداوية اللتين رافقتا تجربته الدبلوماسية في عدد من الدول الأسيوية ( مثلا في بورما و سيريلانكا ) . و بعدها يأتي البعد السياسي و علاقته بالشيوعية و الشيوعيين . و أخيرا حساسيته المفرطة لكل ما يجري حوله في الحياة اليومية المعتادة, و حبه الشديد لما تبدعه يد البشر . أما الدواوين الأخرى التي كتبها نيرودا ( على سبيل المثال كتاب الأسئلة الذي صدر في العام 1974 ) فهي تطرح أسئلة فلسفية , تبدو غريبة في بعض الاحيان , حول حاضر الانسان و مستقبله . أن نيرودا شاعر غزير الأنتاج الأ أن كتبه أمتازت بالوحدة على مستوى الاسلوب و الهدف .أن ديوان " فن الطيور " الذي صدر في العام 1966 شاهد أخر على عبقرية نيرودا الشعرية , و هو يجسد حبه للطيور و مخصص بأكمله للحديث عنها , لطيور شيلي التي رافقته في رحلته الى الأرجنتين , منفاه الذي أختاره الشاعر هربا من مطاردة الشرطة له ( أضطر نيرودا و لمدة سنتين العيش مختبئا يتناوب أنصاره و محبيه على نقله من بيت الى أخر بعيدا عن عيون أجهزة الدولة و السبب أنتقاداته اللاذعة لسياسة الرئيس غونزاليس فيدالا القمعية ضد عمال المناجم عام 1947 ) . قطع نيرودا جبال الانديز و غاباتها التي تفصل البلدين مشيا على الاقدام .( يرجى العودة الى كلمة الشاعر التي القاها عند أستلام جائزة نوبل في الاداب 1971 للاطلاع على مزيد من التفاصيل ) . الأ أن عيون الشاعر أبت و هي في قلب المحنة الأ أن ترصد تلك الكائنات الجميلة التي وكأنها بغنائها و صدحها أرادت أن تودع الشاعر و تسجل صورة أخرى لشيلي حرص الشاعر على أن ينقلها بعد ذلك للقراء. ( الجميل في الامر أن جاك شميت الأستاذ في جامعة تكساس الذي ترجم الديوان الى الأنجليزية و الذي نقلت أنا ترجمته للديوان الى العربية لكنها أي الترجمة العربية لم تر النور بسبب البيروقراطية ثم ظروف الأحتلال ,و اعتقد انها قابعة في احد دهاليز دار الشؤون الثقافية العامة حيث تركتها هناك قبل أكثر خمسة عشر عاما , او ربما احرقت أو نهبت أو أو ..) ,أقول أن الرجل قرر القيام بالرحلة ذاتها التي قام بها نيرودا عبر جبال الأنديز حتى يعيش التجربة حسب ما يقول بمجمل تفاصيلها ) ضمت دواوين الشاعر الاولى قصائد عديدة تغنت بالطيور مثل " قصيدة لطيور شيلي " و " قصيدة لمراقبة الطيور " و "قصيدة للطائر الطنان " و "قصيدة للقطرس المرتحل ". يضم الديوان أربعين قصيدة تتحدث عن طيور شيلي و ترحاها و اساليب طيرانها و عن طيور حلقت في خيال الشاعر ,مثل ( الطائر أنا و والطائر هي ) و الرنان الاكبر. في قصيدة فلامنغو شيلي يصف نيرودا ذلك الشعور الذي انتابه و هو يرى للمرة الاولى طائر الفلامنغو بحلته الوردية:ملاك ورديمر بطيئا يصفق بجناحيه,جسده جٌبل من الريشو جناحاه تويجة وردة.أنه وردة تطير متمايلةصوب العذوبة.أستقر الملاك فوق سطح الماءمثل زورق لؤلؤي و رقبته الوردية التي تشبه غصن زهرةتلمع في النور.و نحن نتابع قصائد الديوان تتشكل أمامنا خارطة لطيور شيلي و هي تحوم و ترقص على السواحل وفوق الجبال , و تتحول الطيور و تحليقاتها الى صورة أخرى لمحاولة الشاعر أن يعيش حياة تلك الطيور بكل تضاريسها و صولا الى تحقيق اهدافه . يرى نيرودا أن ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram