TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: مَنْ يذكره؟!

السطور الأخيرة: مَنْ يذكره؟!

نشر في: 23 سبتمبر, 2018: 08:08 م

 سلام خياط

نمرق من ساحة التحرير على عجل ، كما مرور الكرام ،، فلا يستوقفنا (( نصب الحرية ))لكثرة إعتياد مشهده منتصباً في الساحة .. ولا نتذكر صاحبه ولو بقراءة الفاتحة .
أعثر على جذاذات أوراق ، كتبها جواد سليم على شكل يوميات ، نشرتها جريدة الجمهورية — آنذاك ــ سيظل عبقها عاطراً ما دام نصب الحرية ينتصب شامخاً في أهم ساحة ببغداد .
تظل لليوميات ، ذات الخلجات الشخصية والعاطفية عبقها المحبب ،، وسنرى — فيما بعد —إن جواد سليم الذي بدأ يومياته بتسجيل تلك الخلجات ، سينسحب منها رويداً ، رويداً ، ليكتب عن الفن ومعاناة الإنسان .
………
١٥نيسان ١٩٤٤
اليوم ، أظن أن كل شيء قد انتهى بيني وبين (…..) وأظن أيضاً إن الحب قد انتهى بيني وبين اية إمراة أخرى
١٦ نيسان ١٩٤٤
أمرّ هذه الأيام بدور مزعج ، أشعر بنوع من اليأس في كل شيء .. مرارة الألم تزداد عندى بصورة مخيفة . ،،، أتصور أحياناً أنني قد أصبحت شيئاً هاماً في يوم من الأيام… ولكن ماذا ستمنحني الشهرة والخلود اذا لم أعش ؟.
……
حين تهيأت للفنان جواد سليم فرصة أن يصمم نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد ومنح مطلق الحرية في التعبير ، عزم على جعل منحوتاته على غرار الأسلوب القديم ٠( وهو النحت الناتئ لا النحت المجسم . ثم واءم بين الأسلوبين ، فرتب تراكمات الرؤى والرموز على شكل بيت من الشعر . يُقرأ من اليمين لليسار .
في أمسية شديدة البرودة .. وحين كانت المنحوتات تأتي من فرنسا معبأة بصناديق ضخمة ، ليتلقاها الفنان كمن يتلقى محاراً زاخراً باللؤلؤ، تفاجئه نوبة قلبية ، ليداهمه الموت قبل أن يشهد نصبه مرفوعاً . كما علم على سارية —مساء يوم (٢٣) كانون الثاني ١٩٦١. وهو لم يبلغ الثانية والأربعين.. وكانت وفاته فاجعة لعشاق الفن سيما في المدينة التي أحبها (( بغداد)) .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram