علي حسين
يحتاج العراقيون وخصوصاً الذين تملأ وجوههم الكآبة من أمثالي إلى أن يضحكوا، بعد أن أعلن السيد عباس البياتي ترشيح نفسه لمنصب رئيس الجمهورية. تحولت أيامنا مرّة مضحكة ومرّات مبكية منذ اللحظة التي أطلّ علينا فيها عباس البياتي وصحبه"المؤمنون، وعملوا بالتوصيات الديمقراطية التي تركها لنا المستر بريمر، وكان أول مطالبها أن يتقلد إبراهيم الجعفري يوماً رئاسة الوزراء وأياماً رئاسة التحالف الوطني ومرّة رئاسة مجلس الحكم، ومرة أخرى وزارة الخارجية.
أنا ومثلي جميع العراقيين نكنّ حباً وإعجاباً كبيرين للسيد البياتي، وكيف لا نحبه ونحن كنا نشاهده في اليوم الواحد أكثر من عشر مرات، متنقلاً من فضائية إلى فضائية، وفي كل مرة نشاهده نشعر كعراقيين بأننا مدينون له بهذه الهمة، فليس مطلوباً من السيد البياتي أن يخرج علينا أكثر من مرة في اليوم، لكنّ هموم الوطن ومصالحه واستنساخ الزعماء، تتطلّب منه أن يبذل هذا الجهد"العظيم"، وهي نفس المصالح التي دفعته الى ان يطمع بكرسي الرئاسة.
يريد حزب الدعوة"مشكوراً"أن يبدأ مرحلة جديدة لـ"قيادة البلاد وحفظ مصالح العباد"بأن يصبح كرسي رئيس الجمهورية بيد واحد من الدعاة، ومنصب رئيس الوزراء من حصة داعية أيضاً، وأن تبقى الهيئات المستقلة مرهونة بأمر الدعاة، وهذا أمر يراه كبير شعراء الدعاة حسن السنيد طبيعياً جداً في بلد ديمقراطي، لكن على حزب الدعوة أن يشرح للعالم، من كان يقود البلاد خلال السنوات"العجاف"الماضية، وبأي طريقة كانت تراعى مصالح البلاد والعباد.
في أيام فائقة الكوميديا يتذكر حزب الدعوة أن له 70 نائباً ونائبة، بينما المواطن يتذكر بحسرة ما فقده: الرفاهية وضياع الأمل، بعد خمسة عشر عاماً بين أسطورة التحالف الوطني الذي لايقهر، وأهزوجة"نريد قائد جعفري"وأسطوانة الكتلة الأكبر، خرج علينا من ينبّهنا إلى ضرورة قيام حكومة تسوية، يتم بموجبها توزيع الكعكة بالتراضي!
لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أن نقول لهم أن لاشيء سيتغير، وأن الوجوه التي عشتُم معها خمسة عشر عاماً باقية وتتمدّد، هل من أجل أن نجد مفهوماً جديداً للديمقراطية، أطلق عليه العلامة حسن السنيد اسم"الجموع الوطني"!!!
هل تريد أن تعرف ماذا كانت مشاعري عندما سمعت بترشيح البياتي، أنا لم أستطع الصمود، فلماذا يخفي الواحد منا ضحكته، مع هذا الكم الهائل من السذاجة؟