اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اعتذار

العمود الثامن: اعتذار

نشر في: 25 سبتمبر, 2018: 09:08 م

 علي حسين

أعترف بأنّ شغفي بمتابعة أخبارعباس البياتي جعلني أرفض إقناع نفسي الأمّارة بالسوء تجاه السياسيين وخصوصاً المؤمنين منهم ، إنّ السيد عباس البياتي تخلّى عن فكرة استساخ السيد نوري المالكي وقرر أن يبدأ التجربة بنفسه ، عملاً بالمثل الشعبي " مركتنه على زياكنا " فاستنسخ لنا سياسيّاً آخر اسمه عباس البياتي أيضاً ، والطريف أنّ البياتي بنسخته الأولى لا يقلّ شأنا عن البياتي بنسخته الثانية ، بدليل أن الآخر وبلحظة صفاء تخيّل نفسه " نائماً " ، عفواً أقصد جالساً على مقعد السيد فؤاد معصوم . كنتُ ولا أزال أعتقد أنّ السيد عباس البياتي سيصبح في يوم من الأيام جزءاً من تراثنا الشعبي وجزءاً كوميديّاً من المسخرة السياسية التي لانزال نعيش فصولها ، ومثل كثيرين غيري سحرتني طلّة السيد عباس البياتي بتقلباتها من دولة القانون إلى النصر ، ومن طهران إلى أنقرة . هناك حكمة صينية قديمة تقول ،إن الرجال العظام من عيّنة عباس البياتي وصالح المطلك وعزت الشابندر عندما يوضعون في غير أماكنهم يتحوّلون إلى مصيبة عامة ، وأنا يا ياسيد عباس البياتي مواطن كان يأمل أن تكون أنت وصحبك في مكان آخر غير مجلس النواب أو مكتب رئاسة الوزراء ، وأن تشعروا بالحرج عندما تفكرون مجرد تفكير في الجلوس على كرسي رئيس الجمهورية .
سأقدّم من هذا المكان اعتذاراً واضحاً وصريحاً للسيد عباس البياتي ، ولجميع السياسيين الذين أزعجتهم كتاباتي ، وﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ذﻟﻚ عليهم أن يبرئوا ذمتهم أﻣﺎم اﻟﻨﺎس أوﻻً، وأﻣﺎم التاريخ بأنهم ﻟﻢ يكونوا أﺣﺪ أﺳﺒﺎب الخراب الذي تدهور فيه كل شيء : مؤسسات الدولة ، ضمائر السياسيين ، نزاهة المسؤولين ، وقبل هذا وذاك روح المواطنة التي تتبخر في أزمنة النفاق والطائفية ، والأهم نحن نعيش منذ 15 عاما مع مسؤول يبيع للناس طمأنينة زائفة مقابل أن يحصل على مزيد من الثروات ،مستغلاً خوفهم وقلقهم، ورجل دين يلوّح بغضب الخالق على عباده الذين يعصون "أولي الأمر"! ، واحزاب حولت السياسة الى فوضى وحروب بائسة.
اليوم لم تعد السيرة الذاتية للمسؤول مهمة كثيراً. ولم يعد المؤهل والكفاءة هما اللذان يربحان المنصب ، فهذه أمور أُلغيت في كل مكان وفي جميع المستويات، ولايوجد استثناء للأسف .
يا سيد عباس ، عندما نكتشف انك لست المرشح لرئاسة الجمهورية ،هذا لا يعني أنك لا تطمع بهذا المكان ، يا عزيزي نحن مدينون لكم بالكثير من الضحك ، فاعذرنا ان حلمنا معك بفاصل كوميدي جديد .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram