علاء المفرجي
تستعدّ مدينة السليمانية، العاصمة الثقافية لإقليم كردستان العراق، لإقامة النسخة الثالثة من "مهرجان السليمانية السينمائي" بين 10 و16 أكتوبر/ تشرين الأول 2018. ويُعَتبر المهرجان (تنظيم "شركة مستي فيلم") حدثاً ثقافياً وفنياً في الإقليم، الذي شهد في الأعوام الأخيرة مهرجانات عديدة، كمهرجانَي "دهوك السينمائي" و"أربيل".
والافتتاح معقودٌ على "فتيات الشمس" للفرنسية إيڤا أوسّون (تمثیل غولشفته فرهاني وإیمانویل بیركو)، المعروض للمرة الأولى دولياً في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ": قصّة كرديات عراقيات حملن السلاح في وجه "داعش"، وكشفن أنّ سبب خوف التنظيم من أعدائهن اعتقادهم أن قتلهم على أيدي النساء يحرمهم من دخول الجنة كشهداء.
إنّ الدورة الجديدة تشهد أيضاً ندوات عن دور السينما والفن في شؤون مختلفة، والعلاقات بين السينمائيين والسياسيين، وواقع السينما في الإقليم؛ وورشاً فنية ونقاشات خاصة بالأفلام المعروضة: "يتراوح عدد طلبات المشاركة بين 4500 و5000 فيلم من 100 دولة، اختير منها 160 فيلماً من 40 دولة، تُشارك في 5 مسابقات: روائي طويل وروائي قصير ووثائقي وتحريك وأفلام خاصّة بالأطفال".
والمهرجان مختلف"، وأن اختلافه "متأتٍ من التسمیة، فهو دولي تُشارك فیه دول كثيرة في العالم، بحضور ممثلین وفنانين عديدين"، بينما المهرجانات المحلیة الأخرى "محدودة، تُنظَّم علی نطاق محافظات الإقلیم". ويُضيف إنه "أول مهرجان سينمائي دولي ينظَّم في مدينة السليمانية، فالمهرجانات السابقة المُقامة فيها لم تكن دولية، وتكتفي بعرض الأفلام فقط". وأشار إلى أنّ الدورة الـ3 هذه "تتمیّز بمشاركة أفلام فائزة بجوائز من مهرجانات دولية، وبحضور نجوم عالميين يُعلن عن أسمائهم قبل أيام قليلة على بدئها"، وقال إن أعضاء لجنة التحكیم الخاصّة بالمسابقات المختلفة سيأتون من السوید والولايات المتحدّة الأميركية وبولونیا وإیران وتركیا.
إن عدد الأفلام الكردية، ودور "شركة مستي فيلم" في إنتاج الأفلام، خاصة الكردية وبعضها عرف نجاحاً ملحوظاً في مهرجانات سينمائية دولية المُشارك في الدورة الجديدة قليلٌ جداً "بسبب الظروف السیاسیة التي تمرّ بها المنطقة، علماً أن هناك حضوراً متمیّزاً للأفلام القصیرة الكردیة"، متمنّياً أن تُنتج الشركة في الأعوام المقبلة "أفلاماً كردیة تعتمد علی فرق عمل كردية"، فتعرضها في الدورات اللاحقة. ويضيف أن الشركة لم تُنتج أفلاماً سینمائیة خاصة بها، بل "مسلسلات تلفزيونية وأفلام وثائقیة وأخرى روائیة قصیرة"، بالإضافة إلى "كلیبات" لمغنیات ومغنين كُرد"، مُشيراً أن لدى الشركة "نیّة إقامة مهرجان دولي خاص بالأفلام الوثائقیة أيضاً".
مهرجان السينما هذا، كما يقول فؤاد جلال مدير المهرجان ومدير الشركة المنظمة، "يُقام بجهود ذاتية، اعتماداً على الشركة أساساً، وعلى شركات أهلية في السليمانية. هذا يعني أن القطاع الخاص هو الذي ينظّم المهرجان". ويقول إنّ جوائزه (جائزة الصنوبر) "ذهبية"، بالإضافة إلى 22 جائزة تقديرية، منها 5 جوائز تمنحها الشركة لمساعدة الفنانين في مختلف الجوانب الفيلمية والإنتاجية والفنية. وتتولّى الشركة الجانب التنفيذي في إدارة ورعاية المهرجان الذي تستضيفه قاعتا "دار الفن" و"سينما سيتي"، حيث تُقام "سيمينارات" ثقافية لمناقشة الأفلام المشاركة وتقييمها، وورش العمل المختلفة.
يُذكر أنه تمّ الإعلان عن أفلام مُشاركة في الدورة الـ3 لـ"مهرجان السليمانية السينمائي"، كـ"خلف الغیوم" للإيراني مجید مجیدي، و"3 وجوه" لمواطنه جعفر بناهي (جائزة السيناريو في مهرجان "كانّ" 2018، مناصفة مع "لازاريو السعيد" للإيطالية أليس رورفاخر) و"عائلة السرقة" للياباني هيروكازو كوري ـ إيدا ("السعفة الذهبية" في "كانّ" 2018) و"شجرة الإجاص البرية" للتركي نوري بيلجي جيلان (المسابقة الرسمية لمهرجان "كانّ" 2018)، بالإضافة إلى الفيلم الألماني "حلیب النمر" لأوتي ویلاند، وغيرها.