TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من قتل سعاد العلي؟

العمود الثامن: من قتل سعاد العلي؟

نشر في: 26 سبتمبر, 2018: 09:27 م

 علي حسين

مرّة أخرى.. الإنجاز الأبرز لسياسيّي الصدفه أنهم نجحوا في تلويث الضميرالإنساني، بحيث صار هناك من يطرب ويشمت عندما تقتل امرأة عراقية ذنبها الوحيد أنها ساندت تظاهرات شباب البصرة، بل إنّ البعض شعر بالنشوة لأنّ سعاد العلي التقطت ذات يوم صورة مع القنصل الأميركي في البصرة، ولعلّ ما جرى في هذه الحادثة البشعة يؤكد أنّ أشياء كثيرة لم تتغيّر، وأن هناك من لا يريد أن يتعلّم، بدليل جريمة مقتل سعاد العلي، وهي تكرار لجريمة المحامي جبار كرم،مثلها مثل جريمة إطلاق الرصاص على المتظاهرين الشباب، فالذي حدث أنّ مواطناً عراقياً فقد حياته، لأنّ القانون جرى تغييبه بمعرفة من يضعون أنفسهم فوق القانون.
عندما تقرأ على شريط الأخبار أعداد المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، أكثر من ثلاثين شخصاً، لانعرف منهم سوى أسماء قليلة جداً،ستسأل نفسك هل الامر مجرّد أرقام في لعبة الصراع على الكراسي؟ وعندما تشاهد نائبة منتخبة"انتصار الموسوي"تحلف بأغلظ الأيمان أنّ تظاهرات البصرة تقف وراءها القنصلية الأميركية، فإنك تجد نفسك في مواجهة سياسي لايؤمن أنّ لهذا الشعب قدرة على الاحتجاج، وغير معني بهموم الناس، ويصر على أنّ الدنيا ربيع والجو بديع في البصرة، لولا المؤامرة الأميركية.
قبل أشهر كنتُ قد كتبتُ في هذا المكان عن الهجمة التي تعرّض لها الرئيس الفرنسي ماكرون بسبب أنّ أحد أفراد حمايته صوّر وهو"يدفر"أحد المتظاهرين، ولم تشفع لماكرون إصداره بيان اعتذار، فالمدّعي العام بالمرصاد!.لا بأس وأنت تتابع الإجراء الحاسم الذي اتخذه المدعي العام الفرنسي، أن تسأل هل يعرف العراقون اسم المدّعي العام العراقي، هذا إذا كانوا سيُصدِّقون أنّ هناك منصباً قضائيّاً اسمه الادّعاء العام. ثم إنني بكلّ صدق لستُ أعرف: هل اعتقال 100 شاب من شباب التظاهرات، ومقتل أكثر من 60 شخصاً، وتسمّم أكثر من 90 ألف شخص في البصرة لايستدعي أن يركب السيد المدعي العام سيارته"المصفّحة"ويذهب إلى البصرة لمعرفة ما يجري هناك، ولابأس عزيزي القارئ أن تنعش ذاكرتك بأنّ المدّعي العام ربما لم يشاهد ما جرى في جلسة مجلس النواب وكيف أنّ أبو مازن باع واشترى بالكراسي وبكلّ حريّة!.
إنّ ما جرى في البصرة هو جريمة كاملة، وستبقى عاراً يلاحق مرتكبيها ومَن فوّضهم، لكنها ستبقى يوماً مشهوداً يؤرّخ له بأنه اليوم الذي غاب فيه ضمير الساسة، فلم تعد مناظر القتل تثير مشاعرهم مثلما يثيرها لمعان الكرسي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

العمود الثامن: صنع في العراق

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

 علي حسين عاش العلامة المرحوم محسن مهدي ينقب ويبحث في كتب التراث ويراجع النسخ المحفوظة في مكتبات العالم من حكايات ألف ليلة وليلة، ليقدم لنا نسخته المحققة من الليالي، يقول لنا فيها إنّ...
علي حسين

باليت المدى: شحذ المنجل

 ستار كاووش مازال الوقت مبكراً للخروج من متحف الفنانة كاتي كولفيتز، التي جعلتني كمن يتنفس ذات الهواء الذي يحيط بشخوص لوحاتها، وكأني أعيش بينهم وأتتبع خطواتهم التي تأخذني من الظلمة إلى النور، ثم...
ستار كاووش

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

محمد الربيعي يضع العراقيون امالا كبيرة على التشكيلة الوزارية الجديدة، المرتقب اعلانها قريبا، لتبني اصلاحات جذرية في مؤسسات الدولة، وعلى راسها التعليم العالي. فهذا القطاع الذي كان يوما ما منارة للعلم والمعرفة في المنطقة،...
د. محمد الربيعي

التكامل الاقتصادي الإقليمي كبنية مستدامة للواردات غير النفطية

ثامر الهيمص المرض الهولندي تزامنت شدته علينا بالإضافة لاحادية اقتصاديا كدولة ريعية من خلال تصدير النفط الخام مع ملف المياه وعدم الاستقرار الإقليمي. حيث الاخير عامل حاسم في شل عملية الاستثمار إجمالا حتى الاستثمار...
ثامر الهيمص
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram