متابعة : المدى
جلسات نادي المدى للقراءة في بغداد مستمرة في تناول الكتب المختلفة في مجالاتها، حيث كان الكتاب الثامن الذي تناوله النادي ضمن جلساته هو كتاب "المقصلة/ أعراس" للكاتب والفيلسوف الفرنسي الجزائري ألبير كامو، حيث أقيمت الجلسة صباح يوم الجمعة الفائت في بيت المدى ليتم مناقشة الكتاب....
أدارت الجلسة استاذة الفلسفة رفقة رعد والتي أشارت الى جانب من حياة ألبير كامو خلال الجلسة، يُضيف عضو نادي المدى للقراءة منتظر سالم نبذة مكملة عن حياة الكاتب ذاكراً إنه ولد عام 1913 وتوفي عام 1960، مُشيراً الى إنه يعدّ ثاني أصغر من حاز على جائزة نوبل عام 1956.
وذكرت رفقة رعد مديرة الجلسة إن كامو "عاش حياة صادقة وكانت فلسفته تجسيد حقيقي لذاته الصادقة، فهو شخص وجودي دعا الى ما يراه ويجده الوجوديين." مؤكدة " إن الموت جاء لكامو بشكل فجائي وذلك لأنه كان يخشى الموت فجاء له سريعاً."
الجزء الاول من الجلسة تحدث عن جانب من الكتاب وهو "المقصلة" وتذكر رشا الربيعي عضو نادي المدى للقراءة " إن كامو من خلال هذا الكتاب ينقل لنا صورة أن الإنسان عبارة عن صراع من المتناقضات الخير والشر وهو من يسمح لأن يطغى جانب الخير على جانب الشر أو العكس."
وكان ما ذكرته رشا الربيعي جواباً على ما طرح خلال الجلسة من تساؤل هل أن الإنسان خير مطلق أو شر مطلق وكيف يمكن تفسير ذلك ، لينطلق النقاش بعدها حول قضية تنفيذ أحكام الإعدام ويجد هنا كل من الحاضرين تفسيراً لهذا الحكم بحسب وجهة نظره الخاصة وفلسفته الخاصة، تذكر مقدمة الجلسة إن "الكاتب في كتاب المقصلة يؤكد على الإعدام في القرنين التاسع والثامن عشر واذا ما قورنت اليوم هذه الجرائم بحيواتنا فنتساءل هل لهذه الجرائم عقوبة الإعدام وما أسباب انتشار هذه الجرائم على الرغم من وجود عقوبة الإعدام ." مُداخلات كثيرة هنا تُشير الى إن بالامكان عزل المجرم عن المجتمع والحكم عليه بالسجن الأبدي وإبعاده عن المجتمع دون الاضطرار الى انهاء حياته، فما الفرق بين المجرم والقانون في هذه الحالة سيكون علاج القتل بالقتل ولن يكن هنالك نهاية لعملية القتل ذلك إن الإنسان إذا ما أراد أن يقتل لم تردعه حتى أحكام الاعدام وهذا أمر واقع نشهده منذ القدم وحتى اليوم.
الجانب الآخر من المداخلات يجد أن "الاعدام يكون عقوبة منطقية على بعض من الجرائم التي لا يمكن أن يتقبلها العقل البشري والانساني، خاصة وإن الدين وبعض القوانين الكونية والقوانين الانسانية والقوانين الحاكمة سمحت بهذه العقوبة ولكن الفرق هو إنها كانت تنفذ بالسابق بصورة علنية أما اليوم فصارت تنفذ بشكل سري."
أشارت رفقة رعد أيضاً الى جانب ما أثاره كامو في جانب المقصلة قائلة " إن الكاتب يسمح لنا في هذا الجانب أن نفكر بالحياة من خلال عرضه لحالات الموت وحديثه عنها."
أما خلال الحديث عن جزء أعراس، قرأت مقدمة الجلسة على الحاضرين نصاً من أعراس، ذاكرة " إن باعتقادي أن مقالات أعراس عكست الجانب الأهم من فلسفة كامو فهي نصوص عاطفية ساحرة رومانسية تقودنا الى عوالم من الفلسفة الوجودية الأكثر صدقاً في تعبيرها عن هذا الكاتب العظيم."
وفي مداخلة للدكتور أحمد حسين الظفيري ذكر " إن أهم ما حاول أن يصل إليه ألبير كامو في فلسفته في جزء أعراس، يتحدث عن أن المشاعر العظيمة تكمن في تلك التفاصيل الصغيرة كذلك هي التعاسات العظيمة هي تكمن في تفاصيل صغيرة جداً، وهذا بالضبط أيضاً ما أمن به جان بول سارتر في فلسفته أن كل شيء عظيم وكبير يكمن في تفاصيل صغيرة."