TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: درس الوزيرة النمساوية

العمود الثامن: درس الوزيرة النمساوية

نشر في: 30 سبتمبر, 2018: 10:29 م

 علي حسين

بالتأكيد أنت مثلي تابعت نشرات الأخبار، وتأمَّلت صورة وزيرة خارجيّة النمسا كارين كنايسل وهي تحاول أن تجاري عربية إبراهيم الجعفري، ولكنها بدلا من أن تتحدث عن”تجميد المُختلَـف، وتحريك المُتّفـق!”ولم تستدعي احد اجدادها من سلالة ليوبولد الثالث، زووانما اكتفت بان تقدم التحية لأهالي بغداد، لأنهم يناضلون من أجل أن تستمر الحياة!
والآن هل تعرفون ما هو أقسى أنواع الخراب؟ أن تعدو دول العالم باتجاه المستقبل، فيما نحن”محلّك سر”، أن تُصبح مدينة مثل دبي الأولى في مجال العيش والعمل، وبغداد تحصل على المراكز الأخيرة، أن تخسر كفاءات بلادك في سبيل ترسيخ مبدأ المحسوبية وتعميم شعار أهل الثقة لا أهل المعرفة، أن نبحث في قواميس اللغة عن عبارات وجمل لطمأنة الناس، لاجمل مثيرة وغريبة من عينة سبعة في سبعة.
يختصر غاندي الحكاية برفضه خداع الناس:”إني أُؤثر الانتظار أجيالا وأجيالا، على أن ألتمس حرية شعبي بالخطب الزائفة والزاعقة”..فيما نحن نعيش في ظل ساسة يعشقون الخطابة ويزدرون المواطن، فماذا تتوقع عزيزي المشاهد وأنت ترى امرأة أوروبية تتكلم العربية وهي تقدّم التحية لرجال ونساء العراق، فيما يطالبنا البعض بأن نلاحق عباراتهم ونحن ننظر في متون القواميس.
أيها القارئ العزيز لعلّ أسوأ ما نمر به اليوم أن المواطن لم يعد بحاجة إلى إعلام يشكك بمنجزات ساستنا، الناس يعرفون كل شيء، وكل مواطن يملك من المعرفة حول فضائح المسؤولين أكثر بكثير مما تتسع له كل وسائل الإعلام، ما يقوله الناس ينمّ عن يأس من أيّ إصلاح ما دام المسؤول يعتقد أنه فوق القانون وفوق المساءلة وأنه الخطيب الأوحد، دعوني أستشهد بالجنرال الروماني بومبيوس حين قال لمواطنيه يوماً”إلامَ تسألوننا عن القانون، ونحن من نحمل السيف في وجه الأعداء؟”ولكن قبل أن يتحمس البعض ويجعل من جملة بومبيوس شعاراً للمرحلة القادمة، لابد من تذكيرهم بأن الجنرال الروماني لم ينتهِ نهاية سعيدة، وأن جنرالاً آخر انتصر هو يوليوس قيصر.. وكان يوليوس صاحب مقولة إن القيصر يجب أن يكون فوق المساءلة لأنه فوق الشبهات.. وهؤلاء الذين يعيشون فوق الشبهات لم نجد أحداً منهم اليوم يستبدل الخطب الرنانة، ببرامج تقول، ماذا سنقدّم لأهالي البصرة، وما الذي سنقوله للأجيال القادمة حين يسألون أين ذهب مئات المليارات فيما الناس تعيش تحت خط الفقر؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram