إياد الصالحي
طاف متحدو الإعاقة الأبطال أمس السبت ملعب جاكرتا الرئيسي في العاصمة الأندونيسية وهم يدشّنون مشاركتهم في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة بعزيمة كبيرة أملاً بزيادة غلّتهم من الميداليات أكثر من 51 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية جمعوها في مشاركتين سابقتين ويكلّلوا جهود عام كامل استنزفت خلاله اللجنة البارالمبية أموالاً طائلة من أجل التباهي بأبطالها ملتحفين بعلم العزّ فوق منصّات شرف التفوق.
124 فرداً ضمّتهم بعثة العراق ليكونوا سفراء له في أكبر قارة تجمع خيرة فرسان البارالمبية التواقين لتسجيل أفضل النتائج في خاتمة العام الحالي، ولم تألوا اللجنة البارالمبية العراقية جهداً بقيادة الدكتور عقيل حميد وأخوانه في المكتب التنفيذي ورؤساء الاتحادات المشاركة في الدورة جهداً لتأمين كل حوافز الإبداع وعوامل الاستقرار النفسي والتحضير البدني والفني للرياضيين ومساعدتهم على خطف الميداليات بإرادة مستمّدة من سلامة الإعداد إيماناً بالدور البطولي للعراق في أي تجمّع كبير من هذا النوع.
13 اتحاداً أنهوا معسكر التطبّع على أجواء جاكرتا قبيل بدء المنافسات، فرصة جيدة وفرتها رئاسة البارالمبية للرياضيين إلحاقاً بأيام معسكري تركيا وإيران لتكون الجاهزية مثالية، ويبدأ الأبطال رحلة البحث عن ذهب جاكرتا يتقدّمهم مدربيهم الذين أبدوا تفاؤلهم في ضوء النتائج المتحققة محلياً، وما أفرزتها المسابقات العربية والدولية من رؤى مطمئنة للحصاد الآسيوي دون مغالاة.
مصدر تفاؤلي كإعلامي مواكب لرياضات متحدي الإعاقة في هكذا دورات قارية هو مقولة الراحل فاخر الجمالي أمين عام اللجنة البارالمبية " نفتخر بمنجزاتنا بشعور استثنائي في الدورات الأولمبية والآسيوية لأننا نثأر لعجز الزملاء من الرياضيين الأصحّاء في تكرار ميدالية الرباع عبدالواحد عزيز صاحب البرونزية اليتيمة للعراق في أولمبياد روما 1960وكذلك صعوبة انتزاع الذهب آسيوياً إلاّ ما ندر". مثل هذا القول البليغ للجمالي المشبّع بالوطنية والإيثار يشكّل دافعاً لنخوة أبطال متحدي الإعاقة ويجعلنا أكثر طمأنة ونحن نتابع منافساتهم من اليوم الأحد حتى السبت المقبل بدلالة تأكيد خليفته الأمينة كوثر حسين علي أن البارالمبية لن تقبل بأي تقصير من الرياضيين بعدما أمّنا الوحدات التدريبية اللازمة لجميع الاتحادات في معسكرات كلّفتنا أموالاً طائلة وأشّرت استعدادات منتخباتنا بشكل كامل.
وإذا كانت حالة البعثة جاهزة إدارياً وفنياً قبيل بدء دورة الألعاب الآسوية الثالثة في جاكرتا، فالصحافة الرياضية جاهزة تماماً وسلّمت أمانتها بيد أحد فرسان الكلمة نزاهة الزميل طلال العامري وهو يواجه تحديين مهني وشخصي برفقة متحدي الإعاقة، الأول أن الاتحاد العراقي للإعلام الرياضي أوكل له أول مهمة بعد تنعّمه وعائلته ومدينته الموصل بالحرية والأمن اللذين خرجا عن عصمة الدولة ثلاث سنوات بسبب احتلال الأرهاب وما يمثله الإيفاد من إطلالة باهرة لصحفي كفء لم تطفء الاحداث المظلمة في نفسه مشعل الرغبة بالابداع في كتابة أميز الرسائل الاندونيسية بلغة شفافة واسلوب تناول كل تفاصيل التحضير قبل بدء الدورة في أربع رسائل حتى الآن، والثاني أن إيفاد العامري متمّم لرحلته اليومية في كشف الحقائق الموجعة عن رياضة العراق وما تواجهه من شبهات فساد، وخروق، وتلاعب في ملف الانتخابات، ومنصّات سرّية لتهريب اشخاص طارئين عن منظومتها خارج الوطن، وقلة أدب البعض بعدم احترامهم الكبير والخبير، كل ذلك يضاعف من مسؤولية العامري الذي يستحق أن يكون بين ثلة أفضل الإعلاميين عطاءً للعام 2018، وعلى مقربة من عيد الإعلاميين العرب في شباط 2019 الذي تضيّفه العاصمة الأردنية عمّان بمثابة فرصة للاتحاد العربي للصحافة الرياضية بشخص رئيسه الزميل الاستاذ محمد جميل عبدالقادر ليحتفي بالعامري بين زملائه العرب، كنموذج للصحفي المكافح والصابر برغم ظرفه الصحي القاهر، يخرج من جحيم الحرب ضد الأرهاب ويستأنف معارك الانتصار المهني ضد الفساد الرياضي.