TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: ماذا يقرأ؟

العمود الثامن: ماذا يقرأ؟

نشر في: 7 أكتوبر, 2018: 09:00 م

 علي حسين

ما قائمة الكتب المفضلة عند بعض سياسيينا، مَن قرأ منهم غائب طعمة فرمان أو الرصافي أو وضع هوامشه الشخصية على وعاظ السلاطين لعلي الوردي؟ سيقول البعض ساخراً يارجل إنهم يعشقون ميكافيللي من خلال السماع وطبقوا مبادئه المخادعة في السياسة من دون أن يقرأوا كتابه الشهير"الأمير".
يخبرنا مؤلف سيرة الرئيس الفرنسي الراحل ميتران، بأن الرجل كان دائما ما يستشهد بمقولات لكبار كتّاب فرنسا وهو يدير اجتماعات الحكومة وحين سأله أحد االصحفيين يوماً: لماذا يردد مقولات قديمة، في زمن وصل فيه الإنسان إلى سطح القمر؟ قال وهو ينظر اليه متعجباً :"يفقد الإنسان اتصاله بالمستقبل إذا لم يكن محاطاً برجال مثل روسو ولم ينصت إلى فولتير"، بينما فقد معظم ساستنا اتصالهم بالواقع لأنهم مهمومون بالامتيازات والصفقات السياسية والأهم بالانصات الى أهل الثقة والإبتعاد عن أهل المعرفة والكفاءة.
لا يعترف الحاكم"الأمي"بالخطأ ويعتقد أن"الخطأ والصواب"لا علاقة لهما بالفشل.. حين تحول العراق، من أغنى دولة عربية إلى بلد مفلس يخضع لحكم"الأهل والعشيرة"، فالأمور لا تتعدى"تجارب تخطئ وتصيب"وحين نتقدم سُلّم البلدان الأكثر فساداً ونهباً للمال العام، فإن الأمر يدخل أيضا في قائمة"تجارب الهواة"، فلا مشكلة أن يتدرب"الفاشلون"لإدارة مؤسسات الدولة؟ وأين المشكلة حين يدير أمور العباد، أناس لا يفرقون بين كتاب الطبخ، وكتاب الفلسفة.
كان السنغافوري لي كوان عندما يتحدث مع اصدقائه يشير الى تاثير مذكرات الجنرال ديغول على مسيرته السياسية، وعندما رفع شعار من أجل حكومة نظيفة، كتب في مذكراته التي أسماها"من العالم الثالث إلى العالم الأول":"لقد عانينا من انتشار الفساد والطمع بين عدد كبير من المسؤولين، فالمناضلون من أجل الحرية لشعوبهم تحوّلوا إلى نهّابين لثرواتها، ولهذا حرصت من أول يوم تولّيت فيه السلطة على إخضاع كلّ دولار من الإيرادات العامة للمساءلة، والتأكد من أنه سيصل إلى المستحقّين من القاعدة الشعبيّة من دون أن ينهب في الطريق".
منذ أعوام ونحن نكتب عن الفساد ومئات المليارات التي أُهدرت وسرقت، وأصبحنا نقرأ ونسمع عن مسؤولين فاسدين وظّفوا موازنة مؤسسات الدولة لمنافعهم الشخصية، وغادروا من غير أن يتركوا منجزاً واحداً.
أتمنّى أن يقرأ عادل عبد المهدي مذكّرات لي كوان او يذهب باتجاه شارع المتنبي للبحث عن يوميات مهاتير محمد، او يقرأ بالفرنسية التي اعتقد انه يجيدها مذكرات الامل لديغول، ليعرف أن هناك قادة يختارون بناء المستقبل، فما نحن نصر على العيش في الماضي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram