متابعة المدى
عن التاريخ وأهميته في الأدب، وعن الرواية التاريخية وقدرتها على نقل الحدث بأمانة، ضيّف نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الناقدة والاكاديمية د. نادية هناوي للحديث عن (رواية التاريخ الاصطلاح والتمثيل) وذلك صباح يوم الاربعاء الفائت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، المحاضرة التي قدمها الناقد فاضل ثامر مشيراً الى إن التاريخ كما يتضمن حكايات الهوامش فهو يتضمن حكايات الملوك وموضوعات التاريخ غالباً ما تكون بحاجة الى مراجعات وذلك للتأكد من أمانتها في نقل الحدث والصورة.
فيما تذكر الناقدة نادية هناوي إن " أبعاد توظيف التاريخ سردياً ودلالاته النقد ـ ثقافية تتضح في الاشتغال عليه بوصفه مفهوما اصطناعياً يستدعي الذاكرتين الفردية والجمعية، لتغدو وظيفة التاريخ الجديدة إعادة تداول التاريخ بناء على المشاهدة والمعاينة التي تتطلب التسريد والتخييل والتخريف والتحريف، وليس مجرد التوثيق. وبذلك يتم تجريد الحدث التاريخي من قيود الزمان والمكان، والتعامل معه من خلال رؤية حاضرة تستشرف المستقبل."
وفي مداخلة للقاصة سافرة جميل حافظ أشارت الى قصة قديمة حاولت من خلالها نقل صورة ان الحكايات التي نتناقلها من شأنها تغيير تفاصيل التاريخ بعض الشيء والتلاعب بها أحياناً وتساءلت حافظ قائلة " كيف نستطيع من خلال التاريخ الوصول الى الحقيقة حتى في كتابة الرواية التاريخية يقول أحد الأدباء أن الخيال يدخل في التاريخ، إذا كيف نستطيع إدخال الخيال الى الرواية التاريخية، وكيف نستطيع القول إن هذا صحيح وحدث في التاريخ أو لم يحدث وإننا نميز كيف دخل في القصص الكثير من الخيال حتى أن الخيال في نقل السرد التاريخي تدخل في نقل الحديث عن رواية يوسف."
بدوره تحدث الشاعر محمد حسين ال ياسين عن اشكالية إدخال التاريخ في الجانب السردي، ذاكراً "إن الناقدة نادية هناوي اثبتت قدرة واضحة في هذا المجال وحلت العديد من الاشكاليات في مجال حديثها عن التاريخي والسردي."
أما عن قضية السرد التاريخي ومدى شائكيته يذكر الناقد فاضل ثامر إن " موضوع السرد التاريخي موضوع شائك جداً، وأنا أجد أن الناقدة نادية هناوي وهي راهبة النقد العراقي لما اشتغلته من مجال نقدي وأكاديمي وحداثي وهي متواصلة والتطورات مع الأدبيات ذاتها حتى انها اتقنت اللغة الانلكليزية فهي مجتهدة ولا أستغرب في يوم أن أجدها قدمت منهاجاً انكليزياً في مجال النقد."
يجد ثامر أن الموضوع لأهميته بحاجة الى أن يقدم بأكثر من مجلد وكتاب وإنه لا يحتويه كتاب واحد، ذاكراً إن كثافة هذه المادة والنصوص التي أخذتها ليست بالضرورية وليس بالضرورة عمل موسوعة ومن الناحية التطبيقية." ومن هنا أطلق ثامر دعوة قائلاً " أنا أطلق دعوة لعمل أكثر من مجلد يحاول أن يناقش الموضوعات التاريخية بشكل أوسع ويتحدث عنها."
ويشير أيضاً الناقد فاضل ثامر في كلمته أن "من الصعب الوقوف أمام كل الأطروحات في هذا الكتاب ولكننا سنقف عند الفرق بين مصطلحي التاريخ والتأريخ وأجد إنها تصلح للقراءة المطبوعة على سبيل المثال تفضل كلمة التأريخ على التاريخ حيث اعتمدت هناوي في نص مهم لعبد الرحمن بدوي وهنا نجد أن استخدام مصطلح التأريخ هو الحديث عن الماضي، أما التاريخ فهي مدونة نكتبها ."
