TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "فرهوووود"

العمود الثامن: "فرهوووود"

نشر في: 8 أكتوبر, 2018: 09:24 م

 علي حسين

لن أُحدّثك اليوم عن الاكتشاف الخطير الذي أعلنه السيد وزير الداخلية من أنّ قاتلي الفتيات في بغداد ينتمون إلى جهات متطرفة،ولا عن النائبات"اللبوات"اللواتي يخجلن أن يقدّمن تهنئة لامرأة عراقية حصلت على جائزة نوبل للسلام، ولا عن التغيير الذي يرفع لواءه اليوم معظم ساسة الأمس، ولا عن العملة التي أصرّ محافظ البنك المركزي بالوكالة أن"يطمغها"باسمه، والتي شغلت العراقيين وحظيت بنصيب وافر من علامات الاستفهام والتعجب!!.
عليك وأنت تقرأ هذه السطور أن لا تسخر من العبد لله وتقول إن المسألة هامشية، أو أنها من صغائر الأمور، فلماذا تعملون من الحبة قبة، لكنها في الحقيقة ياعزيزي صاحب الاعتراض دليل واضح على ما وصلنا إليه من توازن، سُمّي توافقاً تجملاً، جعلنا منذ سنوات لا نتحرك خطوة واحدة من دون أن نحسب ما هي حصة هذا الحزب، وما الذي سيعود بالنفع على الحزب الآخر.
دعك من التعليقات الساخرة حول العملة التي أراد القائمون عليها أن لا يغتاظ منهم أحد فحوّلوها إلى لوحة تسطر المجد الذي وصل إليه الاقتصاد العراقي! ونفهم أنا وأنت أن الرفاهية التي وعدونا بها أصبحت من أحلام الماضي، وأن التقشف الذي كان حلماً، أضحى حقيقة لا خيــــــالاً.
كان يفترض أن ندخل بعد عام 2003 عصر التغيير الحقيقي : تحديث الحياة وفتح باب الامل والازدهار الاقتصادي والصناعي والزراعي والعدالة الاجتماعية للجميع وتشجيع الوئام والمحبة. لكننا بدلا من ذلك اصبحنا نختلف على من هو مؤسس بغداد، وتصبح الطماطم عملة نادرة في البيوت، ونصمت ونحن نقرأ ونسمع ان جهات متنفذة تسرق نفط البصرة في وضح النهار.
نعود إلى العملة العراقية، وأتذكر أن بريطانيا"الاستعمارية"قررت قبل أكثر من عامين أن تضع صورة كبارها من أمثال تشارلز ديكنز وجين أوستن وتشرشل على العملة، كدليل على العرفان والاحترام، وهو تقليد تتبعه أوروبا كلها كنوع من التقدير للذين قدموا خدمات جليلة لبلادهم.. ولا أعرف والحال لماذا استبدلنا اسم محافظ البنك المركزي، بدلاً من صورة عباس البياتي وخالد العطية وأسامة النجيفي!
من يقدر من حضراتكم أن يعرف لماذا يجتمع المالكي والخنجر الآن، ولماذا يتعانقان، ولماذا يحضر واحد باسماً والآخر مبتسماًعلى طول المدى، نرجو إفادتنا. أنا لم أعد أتابع التفاصيل وأكتفي بالبيانات فيوماً تهديد ويوماً عبوات ناسفة تحصد أرواح الأبرياء، ويوماً شدّ الأحزمة على البطون، وأياماً كلّها"فرهوووود".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram