اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أُريد وزارة!

العمود الثامن: أُريد وزارة!

نشر في: 9 أكتوبر, 2018: 09:21 م

 علي حسين

قرأتُ قبل أسابيع في موقع مجلس النواب ، الإعلان عن مناقصة للراغبين بالترشّح لمنصب رئيس الجمهورية ، وإن العطاءات ستفتح من قبل لجنة يشكلها السيد محمد الحلبوسي الذي أخبرنا أنّ هذا جزء من مرحلة الشفافية الكبرى ، ويعطي للعالم أننا دولة ديمقراطية ، مع أن جميع مؤسساتها كانت في أيدي الأحزاب المتنفذة .لاشك أنّ خبراً مثل هذا أثار " طمع " بعض المواطنين الذين رفعوا شعار " لو دامت لغيرك ما وصلت إلك " .
الخبر الذي سبقه قبل عام كان أيضاً مزاداً للمناصب ، حيث قرر السيد حيدر العبادي طرح الهيئات المستقلة بسوق " الشفافية " مع بيان ثوري يطالب المتقدمين للمناصب إثبات خلوّهم من المحاصصة وشرطاً آخر خلوّ الراغبين من الهواجس الحزبية ، الخبر الاخيرالذي أعلن عنه قبل يومين في موقع رئاسة الوزراء ،أثار غباراً على مواقع التواصل الاجتماعي وطمع العبد الفقر لله ، فالمزاد هذه المرة أوسع وأكبر ، إنه فرصة الحصول على منصب وزاري . هكذا نبدأ المرحلة الجديدة تحت شعار"أريد وزارة فقط"، التي تهدف إلى توعية المواطنين بحقوقهم في الجلوس على كرسي الوزارة تيمّناً بأصحاب المعالي الثلاثة حفظهم الله ، إبراهيم الجعفري وعديلة حمود وملاس عبد الكريم ، أبرز صورة لنجاح الديمقراطية في بلاد الرافدين .
هناك فرْق بين حملة من أجل منع الناس من حق لهم، وحملة من أجل المطالبة بحق، تماماً كالفرق بين حملة"أريد وزارة "، وحملة"الكفاءة أولا "، فالأولى مضحكة ، بينما الثانية مطلب لايزال المواطن ينتظره منذ 15 عاماً . فالواقع يقول إن الوزارات جميعها تحت ولاية أولياء الامور من قادة الكتل السياسية ..المشكلة ليست في الاشخاص .. الويل في الاختيار
قبل اطّلاعي على إعلان مجلس رئاسة الوزراء كنت أنوي أن أحدثكم عن الصورة الشهيرة التي نشرت قبل 51 عاماً لأرنستو جيفارا بعد قتله . قبل هذه الصورة كان ابن العائلة الثرية قد حمل حقيبة ملابسه الصغيرة ومعها كتاب صغير كتبه الإيطالي غرامشي ليبدأ رحلته الاولى مع الثورة ، بعدها نجده يلتقط صوراً تذكارية مع جون لينون وهما ينغمسان في حوار عن موسيقى البيتلز، ويجلس ليحاور سارتر عن معنى الثورة الدائمة ، ويقرر في لحظة صدق أن يترك كرسي الوزارة ليذهب باتجاه بوليفيا ، لا مجال للتخلي عن الضعفاء .
والآن عزيزي القارئ أرجوك أن لا تسخر من " جنابي " الذي يطمع في أن يحصل ولو على قطعة من كرسيّ الوزارة ، فقد أوهمتك في بداية المقال أنني أتحدث عن آخر تقاليع الديمقراطية العراقية ، وانتهيت أن ورّطتك بحديث عن أيقونة من أيقونات النضال العالمي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

انخفاض القيمة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة للشهر الماضي

غوغل تعلن عن ميزات جديدة للخرائط مع Waze

تشكيل تحالف 'المادة 188': رفض واسع لتعديلات قانون الأحوال الشخصية واحتجاج على المساس بالحقوق

 7 نقاط  حول التعامل الفعال مع حالات الأرق

سان جيرمان يقترب من حسم رابع أغلى صفقة في تاريخه

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram