جلال حسنأشد ما يثير الحزن ، والسخرية ان ترى البعض ينادي بالحرية والديمقراطية، وتصنيف الحقوق والواجبات وشرح الدستور، ثم يعمل عكس ذلك . بل يتحدث عن المساواة والعدالة والحرية الشخصية التي تبدأ من المأكل والملبس والمشرب والتفكير والاعتقاد ، ثم يلغيها جميعا بحجة القانون .
الحرية الشخصية تمثل علاقة بنيوية في تكوين المجتمع ولها انساقها وتفاعلها وترابطها، واذا اختلت تصاب مجمل الحريات الاخرى بالشلل التام .ان الحريات العامة ليست امتيازات فردية توهب للافراد والجماعات انما واجب يفرض على الحكومات ويمنع التدخل في هذه الحريات . خلال الايام الماضية اغلقت السلطات الامنية ، جميع محال بيع المشروبات الكحولية والنوادي الليلية في عموم مناطق بغداد ، الأمر الذي أثار استغراب أصحاب المحال. ومن جانبها بررت هيئة السياحة والاثار الموضوع بقولها : إن إغلاق محال المشروبات شمل المحال من التي لا تملك الاجازات، في وقت اكدت فيه أنها متوقفة عن إصدار الرخص الرسمية منذ عام 2003.واضافت : ان الاغلاق جاء وفق قانون مجلس قيادة الثورة المنحل رقم 82 لسنة 1994 الذي يمنع تعاطي المشروبات الكحولية في الأماكن العامة والفنادق . وكما يعرف الجميع، سلفا ان هذا القانون يعرف بـالحملة الإيمانية التي أطلقها ‏النظام السابق واعطى صلاحيات للمحافظين بإغلاق الملاهي وصالات الرقص، والنوادي الليلية، ومنح ‏إجازات بيع الكحول لطوائف غير مسلمة حصرا، هو قرار تغطية معروف المقاصد والنوايا والمزايدات، وللتمويه عن جرائم كبيرة بحق العراقيين واظهاره نظاما ايمانيا ناصع البياض يدعو الى تطبيق شرائع دينية كذبا وبهتانا.ان المشتركات مع النظام السابق في تطبيق هكذا قرارات يلقي وجهة التشابه في بوتقة الحجج الواهية تحت مسميات معروفة القصد، واكثرها يبدأ من الحملات الايمانية التي تتستر على الانظمة وافعالها الاخرى. تناقضات غريبة وعجيبة في موقف هيئة السياحة وهي تقول : ان اجازات المحلات متوقفة منذ عام 2003 ، معنى هذا ليس هناك اي اجازات في الوقت الذي لا تمنح فيه رخص جديدة، ما يؤكد القول ان هيئة السياحة ومجلس محافظة بغداد ووزارة الداخلية يطبقون قرارات مجلس قيادة الثورة بحذافيرها وبدون غش هذه المرة.نعرف ان حرية الناس الشخصية مكفولة بالقانون، وليس لأحد ان يتدخل في الشأن الخاص، لان الحرية الشخصية مرهونة بالارادة الفردية التي تأخذ مداها من الوعي والادراك نفسه، ولا تبتعد عن ذلك القناعات الاعتقادات الخاصة والعامة، لانها ضمن خيمة الحرية الشخصية التي نتفيأ تحت ظلالها جمعيا.jalalhasaan@yahoo.comrn
كلام ابيض: فـي الشأن الخاص
نشر في: 23 إبريل, 2010: 06:04 م