وديع غزوانالاعلان قبل ايام عن مقتل زعيم ما يسمى بدولة العراق الاسلامية ابو عمر البغدادي وزعيم تنظيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري , رغم ما يحصل احياناً من عمليات اختراق , مؤشر على نضج وتطورعمل المنظومة الاستخبارية وقدرتها على جمع وتحليل المعلومات بدقة تتيح للقوات العراقية تنفيذ مهامها على اكمل وجه في التصدي ومطاردة فلول الارهاب مهما كان لونه وشكله الذي ابتلينا به .
وفي وضع كعراق مابعد 2003 بقيت حدوده مفتوحة ومنفلتة وسياجه الخارجي هش, كان موضوع تحقيق الاستقرار الامني تحدياً كبيراً امام كل حكومة , خاصة وان زمر الجريمة المنظمة ودوائر المخابرات الاجنبية وجدت في ارض العراق مرتعاً خصباً لتنفيذ عملياتها الارهابية ولصالح اطراف شتى حاولت اختراق منظومة قرارنا السياسي المستقل بوسائل متعددة اخسها واكثرها دناءة , حمامات دم الابرياء وما رافقها من عمليات تهجير وخطف وتدمير.. اساليب وجدت فيها قوى الظلام ومن يساندها ضالتها لابقاء العراق ضعيفاً غير معافى لامد يعلم الله نهايته.ولان موضوع تحقيق الاستقرار الامني , هذا التحدي الكبير والصعب , يستلزم توفر عدة عناصر من بينها ان لم نقل في مقدمتها بناء جسور تواصل بين المواطن والاجهزة الامنية والاستخباراتية للتعاون معها في رصد فلول الارهاب ورفدها بالمعلومة التي تكون كما يقولون ( رأس الخيط ) لتفتيت خلايا الارهاب والقضاء على عناصرها . ومع ان مثل هكذا مهمة في ظروف كالتي مر بها العراق ليست بالشيء الهين لاسباب كثيرة لامجال للتفصيل فيها هنا ,منها ان البعض ظل يعد القيام بمثل هذه المهام من الاعمال المذمومة بل ذنباً لايغتفر،فان ما تحقق ليس بالامر الهين في كل المقاييس مع ما رافقه من اخطاء.فقد تحملت الاجهزة المسؤولة سواء في الداخلية او الدفاع وغيرهاعبءاً مضافاً اضطرها للجوء الى اسلوب اعتماد المخبر السري بكل مساوئه دون تمحيص عن خلفية من يكلفون بجمع مثل هذه المعلومات الدقيقة التي تتعلق بمصير اشخاص وعوائل , بل ربما قد تؤدي معلومات مثل هؤلاء الى نتائج عكسية اشار اليها اكثرمن نائب اثناء مناقشتهم هذا الموضوع في احدى جلسات البرلمان المنتهية ولايته.ونعتقد ان دقة المعلومة الامنية وخلوها من الجوانب النفعية المادية او غيرها ترتبط بشكل اساس , بمقدار ثقة افراد المجتمع بالاجهزة المسؤولة عن حفظ الامن وتوفر القناعة بما تقوم به من اجراءات تصب باتجاه ترسيخ الوضع الامني الذي هو هدف المواطن والحكومة , لذا فان تطور منظومة العمل الاستخباري والامني الذي دلت عليه عملية قتل مجرمين كالبغدادي والمصري وغيرهما , تؤشر لقفزة نوعية في عملها يضيق فرص من اتخذ مهمة المخبر السري فرصة للايقاع بالآخرين , وتوسع مجال المعلومات الصادقة والحقيقية من مواطنين اوفياء لتربة وطنهم ويعدون عملهم هذا واجباً وطنياً لايسمو عليه شيء .. فلنشجع مثل هؤلاء على رفد اجهزتنا الامنية بالمعلومة النافعة ,عندها نكون قد اجتزنا شوطاً واسعاً بالقضاء على الارهاب .ربما سيقول البعض ما علاقة كل ذلك بكردستان والاجابة بسيطة ولا تحتاج الى تنظير, فأمن بغداد وبقية المحافظات و كردستان واحد لايتجزأ .
كردستانيات: الامن والمواطن
نشر في: 23 إبريل, 2010: 06:12 م