أربيل / المدى
تصوير محمود روؤف

حرصت إدارة معرض أربيل الدولي للكتاب منذ انطلاق دورته الأولى على استقطاب المؤسسات الفكرية التي تعمل على زيادة الوعي الجمعي عبر طرحها لأصدارات تنويرية ناقشت قضايا مسكوت عنها. الدورة الثالثة عشرة لمعرض أربيل الدولي للكتاب ضمت الكثير من المؤسسات المعرفية المهتمة بدراسة الفكر ونشره محاولة إثراء الجانب الفكري لدى القراء (كنعان ) إحدى دور النشر السورية المهتمة بالكتاب الفكرى ترى من أربيل شرارة الفكر التنويري التي تقدح في عقول القراء وأذهانهم وإرساء كل ما يسهم في تعزيز مفاهيم الحياة المدنية التي تسعى إليها فطرة الإنسان ويشير (سعيد البرغوثي ) مدير الدار التي تشترك في المعرض للمرة الخامسة بجناح ضم (500) عنوان لإصدارات فكرية أن الأزمة التي مرّت بها المنطقة تركت أثرت على نفوس الأشخاص والمجتمعات, مستدركاً: لكن المجتمع لن يجني ثمارها في القريب العاجل رغم إنها تجبر المجتمعات على التفكير والتساؤل أو إنها تضعهم أمام مساءلة أنفسهم والتأمل بمصائرهم وفهم الأسباب التي أدت الى تلك المصائب الكارثية.
وأوضح البرغوثي: تعد الأزمة الحالية أزمة بنيوية تسير بشكل افقي متعلق بالجانب الفكري وعمودي يتمحور حول العلاقة بين المجتمع وكل أشكال السلطة . موضحاً: إن عدم وجود فكر مرن قابل للمناقشة تسبب في كل ما تشهده المنطقة كون جميع الأفكار السائدة هي أفكار متطرّفة لا تجيد فن الاستماع للآخر .
وعن انطباع الدار عن معرض أربيل الدولي للكتاب قال : إن المعرض إحدى المظاهرات الثقافية والمعرفية التي تبعث في نفوسنا الراحة والاطمئنان على الجانب المعرفي بشكل عام. مشيداً بدور مؤسسة المدى التي كانت ومازالت تصنع فعاليات ثقافية منذ وجودها في دمشق حتى الآن .
وبأكثر من ألفيّ عنوان تواجدت دار (الفكر ) في الدورة الحالية بسادس مشاركة لها (حسان سليق) مدير المبيعات في المؤسسة يرى أن الاقبال في هذا العام على اقتناء الكتب الفكرية كبير من قبل الفئات العمرية المختلفة ومنها فئة الشباب وهذا ما يميز القارئ العراقي عن غيره في هذا المجال وعن تجربة المشاركة في المعرض.
و يرى سليق : إن المشاركة في المعرض قضية مهمة لنا كدار مهتمة بالجانب الفكري من الاصدارات حيث تعمل الدار على نقل بعض المشاريع الثقافية التي تطبقها في سوريا الى العراق عبر هذا المعرض ومنها (مسابقة القراءة والإبداع ) التي تستهدف تلاميذ المدارس الابتدائية بغية تطوير ذائقتهم الفكرية وتشجيعهم على القراءة .
فيما أشار غياث يونس مدير المعارض في دار (العصماء ) التي تشترك بالدورة الحالية بأكثر من (400) عنوان أن هناك أزمة حقيقية يعاني منها الكتاب الفكري تتمثل في قلة أعداد الكُتاب الذين يكتبون في هذا المجال. متابعاً: مما انعكس على الجانب الكمي لأعداد الكتب الفكرية التي تعد هامشية مقارنة بكتب الأدب أو حتى التوجهات الأخرى وهذا ما جعل إعداد قراء ومقتنيّ هذه الكتب في تراجع ملحوظ أمام قراء كتب تفسير الأحلام والطبخ.