أربيل/ المدى
تصوير : محمود روؤف
في جلسلة حوارية أقيمت على خشبة المسرح الداخلي لمعرض اربيل الدولي الخاص بالكتاب في دورته الثالثة عشرة حملت عنوان (اغتيال المرأة ,,, ترهيب ممنهج للمجتمع) قدمت الجلسة وأدارتها د.غادة العاملي وتحدث فيها الاستاذة بخشان زنكنة رئيسة المجلس الأعلى للنساء في إقليم كردستان ، والإعلامي عماد الخفاجي والنشطاء علي ناجي وفاطمة العزواي وزينب المشاط
العاملي بينت ان هناك رسالة تريد جهة ما إيصالها بأن العراق مايزال مسرحا للموت والجريمة عبر اغتيال شخصيات لها مكانة اجتماعية تثير ردود أفعال بعضها سلبي يرى ان هذه الضحايا تستحق ما حصل لها أمثال ( كرار نوح * رفيف الياسري * رشا الحسن * سعاد العلي * تارة فارس * حمودي المطيري) وأسماء أخرى بعضها لا يحظى بشهرة واسعة , مفتتحة الجلسة بعرض فيلم قصير تحدثت فيه الناشطة (إسراء العبيدي ) وهي عارضة ازياء عن التهديدات التي تلقتها قبل الهروب من العراق بسبب خطورة الوضع في العاصمة بغداد , كما تحدثت ناشطة نسوية فيه عن الانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها المرأة العراقية في طول البلاد وعرضها، بعد انتهاء الفيلم توجهت مدير الجلسة بالسؤال الى (بخشان زنكنة) بالقول: من القاتل؟ بينت زنكنه: القاتل هو هشاشة وضع المرأة في مجتمعنا بسبب البنية الثقافية التي تكرس التمييز اضافة الى ان الموضوع لايقتصر على النساء بل تعدى ذلك عبر استهداف شخصيات رجالية شبابية. مضيفة: واستهداف كل ما يشير الى الحياة المدنية التي تجلب الفرح في حين لم تكن هناك اي خطوات لمعالجة هذه الحالة التي ستقودنا الى ظاهرة خطيرة.
الإعلامي (عماد الخفاجي) أجاب عن سؤال يبدو ان الاستهدافات لم تكن عشوائية بل ممنهجة ؟. الاستهدافات وان لم تكن ممنهجة لكن عندما يتواطأ معها اوحتى في اهتمام المؤسسات معها فهي صراع بين خبراء التسليح وخبراء التجميل حيث يهدد الاخير مملكة الاول الذي يؤكد انها نوع من الفضيلة التي تدعو للدفاع عن شرف العراقيات كما يقولون. مشددا: ضعف القوانين الرادعة تسبب في عدم حماية الضحايا ومن يضع هذه المعايير بعد كل صراع في البلاد يؤكد وجود انتكاسة واضحة في الجانب الاجتماعي كما ان هكذا امور يجب ان لا تواجه بهكذا ردات فعل خجولة.
الناشط والإعلامي علي ناجي اجاب عن سؤال العاملي ماذا يعني لك يوم الخميس الذي اصبح مرهوناً بالخوف والقلق ؟. مايحصل هو صعوبة تقبل كل ماهو جميل وان الحوار في بداية اي صراع تنطلق شرارته ربما من تعليق بسيط في الفيس بوك او على مواقع التواصل الاجتماعي لينتهي بفقدان احدى الضحايا , عدم تقبل الآخر هي الثقافة السائدة اليوم ،فالناس أعداء في ما جهلوا. لافتا: الى غياب فكرة تقبل الآخر والسماح له ان يعيش كما يريد.
أما الناشطة فاطمة العزواي فقد اوضحت بإجابتها عن سؤال ما حصل هل يشكل نوعاً من الخوف لدى الشباب ؟. بكل تأكيد فأنا لدي مجموعة من الاصدقاء كنا نقصد الاماكن الترفيهية في العاصمة في يوم الخميس ،أما حاليا فلا نستطيع ممارسة حياتنا بشكل طبيعي . خاصة بعد تلقي احدى صديقاتي لتهديد مباشر . متابعة: مايزيد مخاوفنا هو عدم استجابة اصحاب الشأن لما يحصل ولم يتم التحقيق بشكل كامل في الجرائم التي ارتكبت بحق الضحايا . مسترسلة: كما ان ما يحصل لم يتم تداوله على منابر رجالات الدين وخطاب المرجعيات الدينية ومحاولة معالجته بأي شكل من الاشكال والدعوة لحله.
في حين ذكرت الناشطة زينب المشاط في معرض إجابتها عن سؤال العاملي: ان ما يجري هل هو مجرد صدفة أم انه بتواطؤ الاجهزة الامنية مع المسلحين ؟
نحن كصحفيين نشعر بوجود خطر يهدد حياتنا ليس بسبب عملنا في المؤسسات الصحفية بل حتى عندما يتم طرح آرائنا الشخصية عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي . هناك تؤاطؤ بين القوات الامنية وبعض الجماعات المسلحة إن بسبب الخوف منهم اوالخروق في الاجهزة الامنية فلم يتم اخذ هذه المواضيع الخطيرة على محمل الجد . لافتة: الى أن دور العشائر سلبي في معالجة هذه القضايا اضافة الى دور المجتمع والفرد .
هل تعيدين النظر في بعض ما تكتبين ؟ نعم أقوم بذلك بضغط من العائلة.
وهل تكتبين بعض المواد بلا اسم مخافة من الخطر ؟ أقوم بذلك كثيرا .
ودعت بخشان زنكنة الشباب الى عدم التراجع عن صناعة الجمال فهم ضد الجمال والفرح وانتم الفرح والجمال , ما يؤسفنا حقا اننا لم نسمع اية ردة فعل تجاه ما حصل للإيزيديات اضافة الى أنّ هناك عمليات قتل ضد النساء بحجة غسل العار والدفاع عن الشرف العائلي . مسترسلة: القوانين النافذة تقف مع الجاني ومنها قانون (11) لسنة 1969 فهو يشجع على قتل المرأة وقد تسبب في خسارة الكثير من الضحايا .
واضافت زنكنه: كما ان قانون الاحوال الشخصية يقف ضد المرأة , في كردستان تم تعديل بعض القوانين لكنها ليست بمستوى الطموح كما تم وضع قانون العنف الاسري المهم جدا . موضحة: حاولنا على مستوى البرلمان الاتحادي اصدار قوانين جديدة تحمي المرأة لكننا لم ننجح . مؤكدة: في كردستان تم تعديل (25) مادة في قانون الاحوال الشخصية , كما تم اعتبار جريمة قتل الشرف هي جريمة عادية مع سبق الإصرار والترصد , على الصعيد الاتحادي لم يكن هناك اي نوع من الاهتمام بحقوق المرأة .
فيما بيّن الإعلامي عماد الخفاجي : الحملات الاخلاقية لمواجهة هكذا موجة وحدها لا تكفي و يجب ان تكون هناك قوانين رادعة ولسنا بحاجة الى وجود خلطة سحرية لمعالجة هذه القضية . مشيرا: هناك ازمة في الوعي حيث ان المسيء في بعض الاحيان هو رجل الامن فكيف يمكن التصدي له ؟ . مبينا: اذا سكتنا عن الافعال الصغيرة فسوف تكبر وتتفاقم . متسائلا: هل نحن شركاء في ما يحصل ؟ المعاناة مشتركة ونحن ايضا شركاء في ما يحصل.
س/ مدى تأثير ما يحصل على الحراك الثقافي ؟
علي ناجي : إن ما يحصل انعكس سلبا على الواقع الثقافي لدرجة انه جعل البعض يخشى الاعلان عن نفسه حتى في قضية تأليف كتاب ولديّ صديق رفض حضور حفل توقيع كتابه خوفا من الاستهداف الممنهج.
س/ مدى تخوفك من المشاركة معنا ؟
فاطمة : علينا عدم السكوت عن كل مايحصل فلا توجد جهة تقف مع حمايتنا بل ان هناك جهات كثيرة تقف بالضد منا وعلينا العمل بجدية لأيصال صوتنا الى المجتمع الدولي.
س/ بعد خبر مقتل (رفيف الياسري) واجهت الضحايا حملات تشويه لسمعتهن ، فماذا تقولين؟
زينب : هذا ما يعتمد على المجتمع الذي يقف ضد الضحايا ويعطي مبرراً للجناة في ممارسة فعلتهم وتكرارها حينما يجدون من يبرر لهم الجرائم.
المداخلات
رئيس مؤسسة المدى فخري كريم بيّن : ما حصل بعد 2003 هو علمية دمج السلطة السابقة مع المليشيات اضافة الى نفاق الاسلام السياسي ، ان الدعارة الحقيقية محمية من قبل المليشيات ، قتل النسوة هؤلاء لأنهن خارج اطار تلك المنظمات المحمية من قبل المليشيات ، هم تفننوا في اعادة انتاج ظاهرة (ابو طبر) .القرآن الكريم يقول (من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا) وما يجري محاولة لتخويف الرجل الامر الذي يؤدي الى انكماش المجتمع , من المسؤول عن تسجيل تلك الظواهر ضد مجهول ؟ ان مايتم هو مواجهة كل ماهو جميل مثل الوردة والشجرة والأنثى. إيهاب سنجاري : ما يحصل ليس قتل المرأة بل قتل العراق كما حصل في استباحة مدننا وامننا وحياتنا من قبل ارهاب داعش.
الإعلامي رفيق حنا : هناك خوف من المجهول الذي هو اخطر من المعلوم , اذا اردنا تخريب اي بلد فعلينا وضع الرجل المناسب في المكان غير المناسب .
د احمد الظفيري : الموضوع إعلامي اكثر مما هو عنفي ويعمل على إظهار قوى تحاول ان تنطمر كما ان للفساد والصراع السياسي دوراً في ذلك .
عماد صبيح ناشط مدني : القتل الممنهج أحد أسباب هجرة المكونات فقد كان عدد المسيحيين اكثر من مليون ونصف قبل العام 2003 والآن يصل العدد الى (200) بسبب عمليات القتل الممنهج التي تستهدفهم.
الإعلامي طارق عقرواي: مثلما نحن نحب الحياة هم يحبون الموت والقتل، رغم ذلك علينا ان نكون أكثر جرأة في ما نطرح، ونشخص من المسؤول عن دمار العراق.