علي حسين
والآن السيد جمال الكربولي، شاعراً، الأمر ليس مزحة، ولا محاولة لاستغفال القرّاء، لكن، حقيقة نجدها كل يوم على موقع تويتر حين نجد جمال الكربولي، يستشهد كل صباح بقصائد أبو الأسود الدؤلي.
الكربولي منذ أيام وهو يتكبد كل هذا العناء و"وجع الراس"ويبحث في الانترنت عن قصائد يعاتب بها فلان ويحذر فلان، يعطي الحكمة هنا ويوزع الاحكام هناك، ويعلن النفير،لأن أشقاءه واصدقاءه واحبابه يتعرّضون لحملة"ظالمة"بسبب"مواقفهم"الوطنية الشجاعة!"، ولم ينسَ جمال الكربولي أن يذكرنا ان جهوده اثمرت عن ضياع كرسي رئاسة الوزراء من حزب الدعوة. ففي تغريدة مثيرة يكتب :"كما وعدتكم.. لن يكون منصب رئيس الوزراء لحزب الدعوة"، ونسي أو تناسى الكربولي افضال حزب الدعوة عليه،ولولاه ومن خلال الصفقات الانتهازية، لما حصل الكربولي وأشقاؤه على هذه الثروة المنهوبة من الاموال، وعلى الوزارات وكراسي البرلمان، ونسي ايضاً انه قال لنا ذات يوم وظل يكرر القول أن لابديل عن المالكي، للأسف في زحمة تغريدات جمال الكربولي المتوالية أُفقياً وعمودياً، يريدنا ان نتناسى قضية الهلال الأحمر ومابعدها من صفقات على حساب استقرار البلاد.
ولأنّ الكربولي لايريد للشعراء ان يغادروا من متردّم. لقد مات عشرات الآلاف من العراقيين بسبب ألاعيب الكربولي والنجيفي والمطلك والفتلاوي والسنيد والبياتي وعشرات من الاسماء التي قفزت الى الواجهة في غفلة من الزمن، وهجر الملايين، من دون قصيدة رثاء أو مواساة تجود بها قريحة جمال الكربولي.
مؤشر طيب أن يعيد السيد جمال الكربولي الاعتبار للشعر العمودي، إلا أن فائدة تقديم الحكم والنصائح عن العدل والمساواة على تويتر تتطلب أن يسأل الكربولي نفسه، لماذا كان سخر الديمقراطية لمصالح عائلته، لكن يبدو أنّ البعض يعتقد أنّ الديمقراطية حيازة أو ملكية خاصة يقسّمها بين أهله وعشيرته ومن يعزّ عليه.
اكثر من عقدين على رحيل شاعر العرب الاكبر الجواهري، ونحن نعيش سنوات من الأسى والخراب، فيما الكربولي منشغل بتغريدات الانتهازية والطائفية، من البصرة الى بغداد والأنبار والموصل وميسان وصلاح الدين، يصرّ ساستنا الأشاوس على نقل المعركة من أجل العدالة الاجتماعية والقانون والرفاهية والمستقبل، الى معركة من أجل المناصب والمغانم.
اليوم هناك مآسٍ لا تعثر على نائب يكتب عنها سطر مواساة واحداً.. فقط نجد جمال الكربولي يرفض المساس بأمن السعودية، وكان قبلها قد غازل الجارة إيران، ولكل حبلٍ ثمنه وبأرقام كبيرة.