اربيل / المدى
تصوير : محمود رؤوف

أقيمت طاولة حوارية حملت عنوان ( أن تعيش في واسط ) ضيفت الكاتب الواسطي د. علي عبدالأمير صالح  أدارها الشاعر زهير بردى  متحدثاً عن اسم المدينة المشتق من موقعها الذي يتوسط المسافة بين الكوفة والبصرة . 

وعلى الرغم من البعد التأريخي والحضاري للمدينة إلا أنها لم تتغير كثيرا كما يرى مدير الجلسة الذي أراد معرفة المزيد من ضيفه فبادره بالسؤال الآتي : كيف ترى الكوت اليوم ؟ وبحسب رؤية د.علي عبدالامير للمدينة فإن النهضة العمرانية لم تزر المدينة بسبب الفساد المستشري وسوء الخدمات المقدمة وتدني واقع التعليم كل ذلك انعكس على واقع بنيتها التحتية التي شيدت على أطلال مدينة واسط القديمة بأكواخ صغيرة تقترب من النهر قبل اكثر من قرنين من الزمن.
وبشأن عدم تفاعل المجتمع الواسطي بالتظاهرات الاخيرة التي جرت في مدن الجنوب ذكر صالح: أن صلة الجامعة بالمجتمع ضعيفة جدا في محافظة واسط فهناك حاجز يمنع اساتذة الجامعة من التواصل ومعرفة جميع احتياجات المدينة أو مدن البلاد الاخرى. مضيفا: كما ان وجود شرخ كبير بين الجامعة واتحاد الادباء تسبب في وجود خمول بالمجتمع لاسيما المدني تسبب بضعف صوتها امام هيمنة التيارات الإسلامية على السلطة فضلا عن أن مساحة الريف تشكل ثلثي المحافظة تسبب في ترييف مركز المحافظة وخاصة مركز مدينة الكوت.
وفي ما يخص إن كانت الحرية تؤخذ أو تعطى لاسيما المتعلقة بحرية المرأة ؟ ذكر الضيف : ان الحريات تنتزع انتزاعا فكل الثورات التي جرت في العالم هي من أجل الحريات ليس الحرية الشخصية فحسب بل الحريات العامة . متابعا: ان جميع الحريات المتاحة في العالم العربي لا تكفي لأديب واحد . مردفا: أما عن الحرية الممنوحة للمرأة فهي غير موجودة لدرجة أن المرأة لا تستطيع ارتداء الملابس ذات الالوان في الاشهر الدينية.
وبشأن ماهي درجة تقبل المجتمع للمرأة ذكر صالح: نحن مجتمع ذكوري لانستطيع فيه فرض سلطة المرأة سواء من قبل الرجل كزوج أو أب أو أخ أو المجمتع بشكل عام والوظيفي منه. مسترسلا: ذات يوم اخبرتني إحدى المراجعات لعيادتي إذا لم تقم بمعالجتي قبل أذان المغرب فإن زوجي سوف يقوم بضربي رغم انه يعلم وجودي في عيادة الإسنان والغاية من زيارتي للعيادة . مؤكدا: انه بعد العام 2003 جرت علمية أسلمة للمجتمع مما انعكس على المرأة ومكانتها المجتمعية.
وعن التطور الاقتصادي للكوت وانعكاسه على مجتمع المدينة بيّن صالح: قلة المنشآت الصناعية في المدينة انعكست على واقعها الاقتصادي فلا يوجد مورد اقتصادي سوى معمل النسيج الذي توقف عن العمل منذ العام 2003 إضافة الى آبار النفط والمنفذ الحدودي الذي لا نعرف لمن تذهب عائداته ! مؤكدا: ان الوضع الاقتصادي جدا صعب على أبناء المدينة لدرجة ان المواطن أصبح لا يجد ثمن تذكرة مراجعة المشفى فكيف به ان يقوم بمراجعة عيادة الطبيب الخارجية ؟!