كاظم الجماسيتصوير/ سعدالله الخالديتواصلاً مع نهجها في تفعيل المشهد الثقافي، احتفت (المدى) بيت الثقافة والفنون أمس الجمعة بالشاعر ياسين طه حافظ على قاعتها الكائنة في شارع المتنبي والتي غصت بحضور متميز من الأكاديميين والمثقفين والطلبة.قدم الاصبوحة الإعلامي عباس الغالبي الذي قال: في الأمس القريب احتفى مهرجان المربد السنوي الذي أقيم في ربوع البصرة الفيحاء به، واليوم تحتفي به (المدى) شاعراً وإنساناً
 بدأ كتابة الشعر عمودياً ثم ما لبث أن كتب قصيدة النثر، شاعر صدرت له أكثر من خمس عشرة مجموعة شعرية ومترجمة صدرت له أكثر من عشرة كتب شعرية، سادتي الكرام حيوا معي الشاعر الكبير ياسين طه حافظ.rnأنا طفل فقير من فقراء بلدي واعتلى الشاعر ياسين طه حافظ وتحدث قائلاً:أنا فرح بكم ومسرور بحضوركم لن أتحدث عن تجربتي الشعرية ولكنني سأتحدث عن تجربة أي طفل فقير من فقراء بلدي، حيث ولدت في كنف عائلة لا يعرفها أحد، تحتار في خبزها وتحتار كيف تشتري حذاء لطفلها، لكن هذه الحياة الحقيرة الوضيعة استطعنا أن نروضها بصلابة وشرف واستطعنا اقتحامها، نعم خسرنا الكثير من الاحباء ممن لا يزالون  يضيئون في رؤوسنا وفي كتبنا وفي حياتنا، ونحن وأن لم نكمل الطريق وهم وأن لم يكملوا الطريق ولكن لهم فضل أن مهدوا الطريق للآخرين، ومنهم حفيدهم الذي هو أمامكم الآن.. حين أردنا أن ندخل المدرسة كان جدي يأخذني أنا وعمي إلى مدارس لم تكن تقبلنا لأننا أولاد فقراء، ومنها مدرسة نجيب باشا في الكسرة ومدرسة أخرى في العيواضية ومدرسة في الفضل، لم تكن تلك المدارس ترضى بنا لأننا أبناء الأكواخ  أبناء الذين نزحوا من الجنوب ولولا قناني الحليب التي كان يمنحها جدي لمدير مدرسة الفضل لما قبلتنا مدرسته في العام 1945.أول فعالية سياسية انتبهت لها هي التظاهرات التي خرجت احتجاجاً على تقسيم فلسطين ونحن كنا معها صغاراً يحرضنا المعلم ويوبخنا المدير، في تلك اللحظة عرفت أن هنالك لعبة يجب أن نتعلمها انتهيت من مدرسة الفضل وأنا في الصف الخامس الابتدائي وانتقلنا الى بعقوبة حيث أكملت دراستي الابتدائية وذلك الفقير المجهول الذي ليس ينفع والذي هو أنا حاز على المركز الأول في لواء ديالى آنذاك، وفي الدراسة المتوسطة كان الأول أيضاً.وبعد المتوسطة بدأت أرى شواظ لهب المعرفة ودخلت معامع السؤال الوجودي العظيم، ثم أنهيت السادس العلمي والتحقت بدار المعلمين العالية لا لشيء إلا لكونها تشتمل على أقسام داخلية يمكن لها إيواء الفقراء من أبناء جلدتي، على الرغم من كون معدلي كان يؤهلني لدخول كلية الهندسة..هيأت نفسي لأكون شاعراً فحاولت الدخول إلى قسم اللغة العربية، ولكن الدكتور صالح جواد الطعمة نصحني بأن أدخل قسم اللغة الانكليزية وكان قراراً صائباً كوني أجيد العربية بنحو كبير ولست محتاجاً إلى دراسة اللغة العربية بقدر حاجتي لامتلاك ناصية لغة أخرى...كانت دار المعلمين العالية في ذلك الوقت تسمى الصين الشعبية، حيث تعيش الحركة الوطنية في اشد حراكها، قصائد وحماسة و احتفالات وجدل ثقافي.. وما أذكره عن قادة القوى السياسية آنذاك أنهم يتخاطبون بمنتهى اللياقة والوعي، وكان عملهم السياسي وخطابهم كذلك موجهين لوجه الله والوطن وليس لأي أمر آخر..وفي السنة الأولى أرسلت أول قصيدة للنشر في مجلة المثقف التي كانت تشرف عليها نخبة من الخريجين أمثال علي الشوك وغانم حمدون وغيرهما من الاعلام وبعد أيام أرسل بطلبي الاستاذ أمجد حسين المدرس في كلية اللغات وابلغني بأن قصيدتي أدخلت في العدد المعد للطبع، وطلب مني أن أكتب مرة أخرى إلى المجلة.ومن هنا بدأ الشعر ومنذ تلك اللحظة عرفت أن الشعر ليس كلاماً موزوناً وليس قوافي فقط إنما الشعر ثقافة حقيقية تستند إلى التاريخ والفلسفة وعلم الجمال وغيرها من حقول المعرفة.      شاعر متعدد الإبداعات أعقب ذلك حديث أرتجله الناقد فاضل ثامر جاء فيه: لقد كان الشاعر ضنيناً علينا في الحديث عن تجربته الشعرية وكنا نتمنى لو أسهب في الحديث عنها لأننا بحاجة لذلك كي نتابع خطوات مسيرته الشعرية حتى بلوغه الشأن الذي بلغه في خارطة الشعر العراقي.لقد كان حافظ جريئاً في التجريب الشعري فضلاً عن كونه ناشطاً في مجال الترجمة والصحافة والاعلام، وقد عرفته زميلاً أيام الدراسة وكنت مجايلاً له مع عدد كبير من الادباء الذين أصبحوا فيما بعد رموزاً كبيرة من بينهم جليل كمال الدين وفاضل العزاوي وغيرهما.ظل ياسين طه حافظ مخلصاً لأسلوبه الشعري في الشعر الحر وقصيدة التفعيلة، وقصيدته خرجت عن الأطر التقليدية لأنه أفاد كثيراً من الشعر العالمي.وفي ديوانه الموسوم (البرج) حاول حافظ ان يحتفي بمعالم الحياة الواقعية أكثر مما ينبغي وقد حفلت قصائده بالتراكيب اللغوية والصور المباشرة على الرغم من حداثية الأسلوب. rnيعرض همومه بكلمات بسيطة وعميقةويتحدث بعد ذلك الشاعر الفريد سمعان قائلاً:ياسين شاعر كبير ومناضل تقدمي يعرف ملامح تفكيره ويحسب خطواته بدقة متناهية في قصيدة كتبها عن هرب سجناء بعقوبة وكان متأسفاً لأنه لم يكتب عنهم قصيدة إنه وفاء المناضلين لرفاق الطريق وخيط الشعاع الذي تتكون منه قبضة المشاعل المضيئة.أنه يسترسل في الكلام بكلمات بسيطة مشحونة بالحكمة والدراية وعمق المسألة التي يتحدث عنها أنه يرصد الاحداث ويتمعن فيها ويغو