TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > البيان الاماراتية.. المستفيدون من نتائج الانتخابات

البيان الاماراتية.. المستفيدون من نتائج الانتخابات

نشر في: 23 إبريل, 2010: 07:55 م

 تناولت بعض وسائل الاعلام العربية  الشأن العراقي ومحاورات التحالفات المقبلة والتنافس على مركز رئيس الوزراء بين الكتل الفائزة بالمقاعد الاكبر في مجلس النواب الجديد الذي لم يعقد جلسته الاولى بعد. ففي جريدة البيان الاماراتية ، قال الكاتب خالد السرجاني في مقال له تحت عنوان". المستفيدون من نتائج انتخابات العراق":
لا نعرف حتى الآن من سيتولى  تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ويبدو أن هناك قوى إقليمية دخلت على الخط، كما يبدو من تحركات القوى العراقية التي قام رموزها بزيارات إلى قوى إقليمية نافذة ..واضاف السرجاني:في ظل حالة اللامنتصر واللامهزوم التي أسفرت عنها الانتخابات وفي ظل الاتصالات متعددة التوجه التي تقوم بها القوى السياسية العراقية، سواء على صعيد الداخل من أجل تأسيس التحالفات أم على صعيد الإقليم من أجل اكتساب الدعم الذي يؤثر في الوقت نفسه في تحالفات الداخل، وتناول المستفيدين والخاسرين من هذه الزاوية في الوقت الراهن ، يتطلب الإشارة إلى أمرين غاية في الأهمية: الأول أن المجتمع العراقي أصبح مفتوحاً في الوقت الراهن بما جعل  من قوى إقليمية ان يصبح لها تأثير في تحالفات الداخل وتطوراته.  وبالطبع فإن هناك من يرى أن الأمر ليس كذلك  لأن القوى الإقليمية لها ارتباطات داخلية أو لأنها تتحكم في تحالفات الخارج، ولكن من أجل طمأنتها من القادم في العراق لأن لها مصالح إقليمية.  وبالتالي فإن ما يحدث في العراق يؤثر في هذه المصالح.  أما الأمر الثاني فهو أننا نتعامل باستغراب مع تأخير تشكيل الحكومة في العراق أو الإعلان عن الشخصية التي ستتولى تشكيلها، لأن قواعد الديمقراطية التعددية وآلياتها غائبة عنا بسبب عدم وجود منافسه تعددية حقيقية في معظم الدول العربية، ولأن قواعد هذه المنافسة غير موجودة لدينا من الأساس.   بسبب غياب الانتخابات التنافسية الحقيقية، ومن يتابع الانتخابات في معظم الديمقراطيات الأوروبية أو الدول العريقة في الديمقراطية مثل الهند، سيجد أن المشاورات من اجل تشكيل الحكومة تستغرق عدة أشهر.   وأحياناً ما يكلف شخص ما بعملية التشكيل ثم يفشل فيكلف آخر، وهو الأمر الذي يؤكد أن العراق على الرغم من التداعيات السلبية الكثيرة للاحتلال الأميركي، فإنه يسير نحو الديمقراطية التعددية بخطى واسعة وثابتة في نفس الوقت.   وهو ما يعني أن المجتمع العراقي نفسه هو الذي استفاد من نتائج الانتخابات العراقية وليس أياً من القوى السياسية الداخلية أو الإقليمية.  فالاتصالات الدائبة منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات، والتحركات التي يشهدها العراق منذ ذلك الحين، وتصريحات قادة ورموز التكتلات العراقية المتعددة تؤكد كلها أن هذه القوى كلها تشعر بالهزيمة، وأنها لم تحقق ما كانت تنتظره من الانتخابات، كلها تجسد موقف اللامنتصر واللامهزوم، أما القوى الإقليمية فهي أن لبعضها ارتباطات داخلية.   فإن حالة اللامنتصر واللامهزوم التي أصابت القوى الداخلية لابد أنها اصابتها هي الأخرى، والدليل على ما نقول انه لا توجد دولة إقليمية واحدة تتعامل معها القوى السياسية الداخلية باعتبارها محور الاتصالات والمشاورات، وبالتالي يمكن التعامل معها على أنها هي المستفيد الاقليمي الوحيد من نتائج الانتخابات العراقية. والموقف المعقد إثنياً واقتصادياً وسياسياً في العراق والمنطقة المحيطة به، جعل التعاطي مع نتائج الانتخابات يتم على أكثر من محور وصعيد، وهو ما يعني، أن تفكيك هذا التعقيد يتطلب اتصالات ومشاورات على أكثر من مستوى، بسبب التداخل الإثني والمذهبي بل والعشائري بين العراق ودول الجوار الجغرافي له.  فضلا بالطبع عن أن التجربة العراقية يمكن أن تغري قوى سياسية داخلية في بعض الدول بنقلها في مجتمعات ليست مستعدة لها في الوقت الراهن، بما يعني أن دول الجوار لابد أن تتعامل بحساسية مع العراق وما يجري فيه في الوقت الراهن   وهناك نقطة جديرة بالملاحظة في ما يتعلق بالاتصالات الإقليمية التي يجريها قادة التكتلات السياسية العراقية، فهي غير منقطعة الصلة بأوضاع المعارضة العراقية في مرحلة ما قبل سقوط صدام، وهي تتعلق بوجودهم في دول مجاورة مثل سوريا وإيران والسعودية وغيرها.  واستطاعوا خلال هذا الوجود أن ينسجوا علاقة مع شخصيات عامة وسياسيين في هذه الدول وبالتالي فإن الاتصالات الحالية يمكن أن يكون اللجوء إلى هذه الشخصيات من أجل جس نبض قوى أخرى حول الخطوات المقبلة وليس تدخلاً من دول أخرى في الشأن العراقي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram