TOP

جريدة المدى > عام > أن تعيش في صلاح الدين ... الهاجس الأمني مايزال يعكر الصفو

أن تعيش في صلاح الدين ... الهاجس الأمني مايزال يعكر الصفو

نشر في: 20 أكتوبر, 2018: 06:47 م

اربيل / المدى

ضمن المنهاج الثقافي لمعرض أربيل الدولي للكتاب في دورته الــ 13 أقيمت جلسة حوارية لمناقشة الكيفية التي يعيش بها المواطن في صلاح الدين، الجلسة التي حملت عنوان (أن تعيش في صلاح الدين) أدارتها الناشطة (ذكرى سرسم) مستضيفة كل من الشيخ (خميس الجبارة) رئيس مجلس محافظة صلاح الدين والصحفي (وقاص سعدي)

، الجبارة تحدث عن الإرث التأريخي والحضاري التي تضمه المحافظة متمثلاً بكونها تضم أقدم كنيسة في التأريخ إضافة الى الآثار الشاهدة في سامراء وقلعة الشرقاط العاصمة الأولى للإمبراطورية الآشورية فضلاً عن أضرحة الأولياء في عدد من مدنها، معرجاً على الطابع العشائري الذي يهيمن على المحافظة التي تضم (17) وحدة إدارية يعتمد معظم سكانها على الزراعة اقتصادياً .
وعن أبرز التحديات التي تعترض حياة المواطنين في صلاح الدين أشار سعدي: إن النظرة الشمولية المأخوذة عن المحافظة بعد العام 2003 انعكست سلباً على التعامل معها وجعلتها تنحصر في أطر ضيقة لم تسهم في تقديمها الكثير للبلاد بالرغم من امتلاكها لموارد بشرية بأمكانها الاسهام في تقوية أركان الدولة العراقية لاسيما على الصعيد الامني . ويرى سعدي ان الوافدين على المحافظة عملوا على تشويه صورتها بعد تبنيهم لمشاريع العنف والارهاب التي عصفت بالبلاد.
مواجهة الارهاب ذاتياً
يشير الشيخ الجبارة الى رفض أهالي المحافظة لمشروع (داعش) الذي تمكن من السيطرة على عدد من مراكز المدن في المحافظات لتبقى مدينة (العلم) شرق تكريت الوحيدة التي عملت على منعه من اجتياحها بفضل تكاتف العشائر التي تقطنها ووجود أعداد كبيرة من ابناء المدينة تعمل في القوات الأمنية. مستدركاً: لكن صمود المدينة لم يستمر طويلاً بسبب الاعتماد الذاتي على الامكانيات البسيطة التي أخذت طريقها للنفاد فضلاً على عدم تقديم المساعدة للأهالي الصامدين من قبل الحكومة التي كانت تواجه صعوبات كثيرة وكبيرة في تلك المرحلة.
وبشأن الصعوبات التي تواجه الزائرين الى المحافظة من غير أبنائها؟ ذكر الصحفي (وقاص سعدي) الذي أشار الى أن أبرز المعوقات التي تواجه الزائرين الى محافظة صلاح الدين في جميع مدنها هي (الاستمارة الأمنية) مع كثرة نقاط التفتيش إضافة الى تعدد مصادر القرار الأمني الذي أربك الوضع الأمني فيها. لافتاً الى أن الشخص الذي لايحمل استمارة أمنية تثبت عدم مطلوبيته لايستطيع المرورمن تلك النقاط المنتشرة في عند مداخل ومخارج المدن الا بعد تعرضه للتدقيق الأمني عبر التأكد من عدم وجود اسمه في قائمة المطلوبين التي تضمها حواسيب الكترونية في تلك النقاط.
أما الشيخ الجبارة فيرى: إن تلك القضية انعكست بظلالها على واقع حال المواطنين والزائرين الى المدينة بسبب تشابه الاسماء التي يحملونها مما أدى الى توقيف الكثير من الأبرياء بسبب تلك القضية . مطالباً: الجهات الأمنية بأتباع طرق أكثر تنظيماً لمنع وقوع أخطاء قد يذهب ضحيتها الكثير ممن لا علاقة لهم بدعم العنف والارهاب.
ويرى الصحفي وقاص سعدي: إن الهاجس الأمني ما يزال يقلق الأهالي في محافظة صلاح الدين على الرغم من مرور سنوات على تحريرها من الارهاب لاسيما مدينة تكريت مركز المحافظة التي تتواجد العصابات الارهابية على بعد مسافة منها إضافة الى وجود جهات أخرى تعمل على فرض إراداتها داخل مدن المحافظة ممكن أن تتسبب في إرباك المشهد الأمني، وبرغم ماذكره الصحفي إلا أنه يرى في تجربة النزوح أمراً مريراً وليس بمقدوره الاستعداد لتكرارها مهما حصل.
كما بين الشيخ الجبارة: إن الاحداث التي حصلت في صلاح الدين تسببت في إحداث شرخ كبير بين الأهالي الأمر الذي انعكس سلباً على البنية المجتمعية في المحافظة لذلك عملت جهات مجتمعية عدة على إعادة دمج العوائل التي ماتزال تقطن المخيمات بسبب انتماء أحد أفرادها الى التنظيمات المتطرّفة. موضحاً: أن هناك آلية جديدة يتبناها المجلس لأعادة دمج تلك العوائل والاستفادة منها في بناء الحياة في المحافظة بدل أن يتحولوا الى اعداء يتم استغلالهم لصالح الجماعات الارهابية.
فيما يرى سعدي: ضرورة تأهيل تلك العوائل فكرياً وتنقية أفكارهم قبل الشروع بعودتهم مع توفير آلية تضمن سلامتهم بعد العودة الى المدنية.
المداخلات
س/ د.غادة العاملي: بعد أحداث (داعش) هناك فوضى الانتقام عبر أخذ الثارات بشكل شخصي دون اللجوء الى الجهات المختصة.
ج/ خميس الجبارة: في مدينة العلم تم تبني مقولة (عفى الله عما سلف) التي اسهمت في إعادة الاستقرار الأمني الى المدينة ومنع أية حوادث انتقامية كادت أن تحصل نتيجة ردة فعل الضحايا شريطة طرد المطلوبين من المدينة، أما في تكريت فلم تجري أي حالة من هذا النوع . لكن الوضع الصعب في هذا الجانب يتمثل في مناطق يثرب وبلد التي يهمين عليها الصراع المذهبي الذي أحدث شرخاً كبيراً. مردفاً: إلا أن هناك محاولات جادة اسهمت في رأب الصدع بين الفرقاء الذين قد ينتمي البعض منهم الى نفس العشيرة .
ويؤكد الجبارة أن هناك الكثير من المدن التي تحررت قبل أكثر من 3 سنوات إلا أن أهلها ممنوعون من العودة لأسباب مختلفة داعياً الى تعزيز الإيمان بالمواطنة لتفادي إشكاليات المرحلة الحالية.
س/ هل يمكن معالجة ملف الاستمارة الأمنية
ج/ الجبارة: سوف نعمل على عقد مؤتمر عشائري موسع ندعو من خلاله كافة المسؤولين الأمنيين لمناقشة هذه القضية للخروج بآلية جديدة تسهم في معالجتها.

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة:  صفقة مع الخطر
عام

الاعتياد على مسالك الحياة السهلة: صفقة مع الخطر

ألِكْس كورمي* ترجمة: لطفية الدليمي بينما أكتب الآن هذه الكلمات يرسلُ هاتفي النقّالُ بطريقة لاسلكية بعضاً من أعظم ألحان القرن الثامن عشر (مؤلفها الموسيقار العظيم باخ لو كنت تريد معرفة ذلك!!) إلى مكبّر الصوت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram