اربيل / المدى
تصوير : محمود رؤوف
ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض أربيل الدولي للكتاب بدورته الحالية أقيمت طاولة حوارية بعنوان (أن تعيش في الموصل) قدمها د.هافال سنجاري الذي تحدث في مقدمتها عن الموصل حاضرها وماضيها وما عاشته من ظروف خيم الحزن على الكثير منها لاسيما في مرحلة ما بعد 2003 حتى الآن ، الطاولة استضافت المؤرخ د. إبراهيم العلاف الذي تحدث عن أصل تسمية المدينة
بالقول : إن أصل كلمة موصل هي من كلمة (أصل) وينشأ من ظرف مكان الفعل وصل. وكلمة "موصل" يعني مكان فيها يصل كل شيء التجارة والمعاشرة والبيع , ويرى العلاف إن تشابه أهالي الموصل في الشكل رغم اختلاف انتمائاتهم العرقية كونهم من بيئة واحدة.
س/ ماذا عن الموصل مدينة الأنبياء ؟
ج/ العلاف: المدينة تضم العديد من أضرحة الأنبياء وقسم منها حقيقي والآخر مجرد مساجد كالنبي يونس الذي يعد من أهم الأنبياء الموجودين في المدينة إضافة الى النبي جرجيس. مشيراً: وهناك الكثير من المراقد الدينية لمختلف الطوائف الأخرى كالشيخ (عدي بن مسافر) و (ناحوم ) في القوش وغيرها من الأضرحة الدينية التي أعطت للموصل طابعاً خاصاً فهي مدينة قدمت للأنسانية الكثير وعلمت البشرية الكثير.
س/ كثيراً ما تعرضت الموصل للغزو ليس اليوم وحسب بل على مر التأريخ ؟
ج/ العلاف: الموقع الجغرافي للموصل إضافة الى الموراد البشرية والاقتصادية التي تمتلكها المدينة جعلها محط طمع من قبل الاخرين لتكون محطة للغزوات والصراعات. متابعاً: في العصور الحديثة، واجهت الموصل أشكالاً من الغزو، ودخل إليها العثمانيون..لكن أبناءها أصروا على تسلم قيادتها ، فكان منهم الحكام والوزراء،وقادة الرأي والحل والعقد . موضحاً: وعندما تعرضت الموصل لغزو نادر شاه سنة 1743م ، خاض الموصليون حرباً شرسة، وقاوموا الحصار،وانتصروا وظلت مدينتهم حرة أبية.
س / ماذا عن الموصل بعد داعش وبعد التحرير ؟
ج/ العلاف: ما حصل في الموصل من ظلم في فترة داعش لا يضاهيه ظلم وقع في تأريخ البشرية فالحياة كانت صعبة ومظلمة , فرض الارهابيون على المدينة انظمة رجعية أشبه بأنظمة العصور الوسطى . مستطرداً: فقد قيدت الحرية في كل تفاصيل الحياة وعزلت الحياة في الموصل عن العالم حيث رفض الموصليون كل ما جاء به التنظيم . مردفاً: أما الآن فالموصل تنهض من جديد بفضل أهلها وهناك حملات للإعمار بفضل جهود أهلها لاسيما في مجال الإعمار وهم يقدمون خدمات أكبر من التي تقدمها الحكومة وهذا ديدنهم في الحياة.
س/ ماذا عن تدمير آثار الموصل ؟
ج/ العلاف: للأسف قام تنظيم داعش بتدمير الآثار وسرقتها وهدم المعالم الأثرية في الموصل ومنها النبي يونس والكثير من الأنبياء إضافة الى متحف الموصل الذي يضم العديد من المقتنيات الأثرية التاريخية التي تعود لفترات مختلفة من تاريخ الموصل.
س / هل هناك محاولات للكتابة عن كل ماجرى ؟
ج/ العلاف: نعم هناك محاولات عديدة للكتابة عن كل ماجرى في مدينة الموصل منذ اليوم الأول لسيطرة تنظيم داعش عليها حتى اليوم وأن هناك اصدارات عديدة صدرت بهذا الخصوص. مضيفاً: كما إن لدي الكثير من الدراسات بهذا الخصوص وهناك رواية بهذا الشان كتبها الكاتب الموصلي (نوزت أغا) تتحدث عن قصة اختطاف الأيزيدين اسمها (شظايا فيروز) إضافة الى رواية أخرى تحمل اسم الخسفة. فضلاً عن عشرات المقالات والقصص الصحفية والأفلام الوثائقية.
س / هناك أهمال في إعادة إعمار المدينة ؟
ج/ العلاف: حقيقة ما جرى في المدينة يحتاج الى جهد كبير فقد أصابها زلزال مدمر وان الخراب الذي اصابها يشبه الخراب الذي تعرضت له مدن اوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. مبيناً: إن الجهود الحكومية المبذولة في ذلك ماتزال خجولة جداً بسبب قلة الامكانيات وهناك جهود للأمم المتحدة في إصلاح الكثير من المشاريع في المدينة.
ختام الجلسة كان إجابة العلاف على مجموعة من أسئلة ومداخلات الجمهور .