TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: فاسدون في لجنة النزاهة.. طبيعيٌّ جداً..!!

شناشيل: فاسدون في لجنة النزاهة.. طبيعيٌّ جداً..!!

نشر في: 20 أكتوبر, 2018: 08:00 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

استكثر أحد أعضاء مجلس النواب أن يترشّح إلى لجنة النزاهة البرلمانية نواب عليهم ملفات فساد في هيئة النزاهة، مشيراً على نحو خاص إلى أحدهم قال إنه متّهم بقضايا تزوير واختلاس بقيمة 84 مليار دينار (أكثر من 70 مليون دولار أميركي).
ليس بالغريب أن يسعى النائب الذي عليه ملفات فساد لأن يكون عضواً في لجنة النزاهة، أقلّه للتغطية على فساده فضلاً عن العمل لإعاقة فتح ملفاته.السؤال الأهم الذي كان على البرلماني المستكثر أن يطرحه ، قبل الآن، هو: كيف وصل هذا الذي عليه ملفات فساد بهذا الحجم إلى مجلس النواب وأصبح عضواً في السلطة التشريعية؟
لم يفصح لنا النائب المُستكثر عن اسم زميله المفتوحة ملفات فساده، لكنّنا نعرف أنه ليس الوحيد من أعضاء الدورة الحالية لمجلس النواب المتهم بقضايا من هذا النوع، فهناك مَنْ صدرت في حقّ بعضهم أحكام باتّة ونهائية بالسجن والغرامة، لكنّهم ما لبثوا أن أفلتوا من يد العدالة بموجب قانون العفو العام الصادر في العام 2016 الذي أتاح من ناحية لمئات المحكومين في قضايا إرهابية إسقاط قضاياهم (وهم في معظمهم من السنّة) في مقابل إسقاط قضايا الفساد عن مئات من المحكومين بالفساد (ومعظمهم من الشيعة(.
الأنكى من هذا أنّ بعض الإرهابيين المعفو عنهم وجدوا طريقهم مرة أخرى إلى تنظيماتهم الإرهابية من دون أي إجراء للحؤول دون ذلك، فيما المحكومون في قضايا الفساد أعيدوا الى وظائفهم السابقة، بما فيها وظائف من الدرجات الخاصة (محافظ، مدير عام.. وما الى ذلك)، وآخرون ترشّحوا في الانتخابات الأخيرة على قوائم أحزابهم التي لم تستحِ من فساد مسؤوليها فـ"فازوا" وصاروا الآن أعضاء في مجلس النواب متمتّعين بجميع الحصانات التي تحول دون مساءلتهم وملاحقتهم، مع أنّ القانون العراقي يُحرّم على أي شخص أن يشغل وظيفة عامة إذا كان محكوماً بجناية أو جنحة مخلّة بالشرف، وقضايا الفساد من أكبر الجرائم المخلّة بالشرف.
في مجلس النواب الحالي يوجد الآن عضوان كانا قبل الانتخابات محافظين وأُحيلا إلى القضاء في قضايا فساد ثبتت عليهما وصدرت أحكام في حقهما، لكنهما تمكّنا من إسقاط الأحكام استناداً الى قانون العفو العام، بل هما عادا الى وظيفتيهما السابقتين ثمّ ترشّحا في الانتخابات و"فازا"!
ما كان على عضوا مجلس النواب أن يستكثر دخول زملاء له فاسدين الى هيئة النزاهة وهو "العارف بالبير وغطاه"، فما مِن شيء غريب في هذه الدولة الفاسدة من قمة رأسها ( رؤساء سلطاتها المختلفة) الى أدنى الموظفين في جهازها الإداري.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: صنع في العراق

 علي حسين اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية. وجميل أن تتزامن...
علي حسين

قناطر: في البصرة.. هذا الكعك من ذاك العجين

طالب عبد العزيز كل ما تتعرض له الحياة السياسية من هزات في العراق نتيجة حتمية لعملية خاطئة، لم تبن على وفق برامج وخطط العمل السياسي؛ بمفهومه المتعارف عليه في الدول الديمقراطية، كقواعد وأسس علمية....
طالب عبد العزيز

تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.. من يكون رئيس الوزراء؟

إياد العنبر يخبرنا التراث الفكري الإسلامي بأن التنظير للسلطة السياسية يبدأ بسؤال مَن يحكم؟ وليس كيف يحكم؟ ولعلَّ تفسير ذلك يعود لسؤالٍ مأزومٍ في الفقه السياسي الإسلامي، إذ نجد أن مقالات الإسلاميين تبدأ بمناقشة...
اياد العنبر

هل الكاتب مرآةً كاشفة للحقيقة؟

عبد الكريم البليخ لم يكن الكاتب، في جوهره، مجرد ناسخ أو راوٍ، بل كان شاهداً. الشاهد على لحظةٍ تاريخية، على مأساةٍ إنسانية، على حلمٍ جماعي، وعلى جرحٍ فردي. والكاتب الحقيقي، عبر العصور، هو ذاك...
عبد الكريم البليخ
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram