TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > شناشيل: في قضيّة إذاعة بغداد

شناشيل: في قضيّة إذاعة بغداد

نشر في: 21 أكتوبر, 2018: 07:14 م

adnan.h@almadapaper.net

 عدنان حسين

بين شبكة الإعلام العراقي وهيئة الإعلام والاتصالات تدور هذه الايام رحى معركة تجاوز هدير قذائفها المدفعية والصاروخية حدود العاصمة بغداد، بل حدود البلاد من الجهات الأربع جميعاً.. حتى الذي لم يكن يُعجبه أن يتفرّج هو الآن يتفرّج برغم أنفه على مشاهد هذه الحرب الطاحنة.
القضية وما فيها إن هيئة الإعلام والاتصالات منحت ترخيصاً الى نقابة الصحفيين لإذاعة باسم "إذاعة بغداد". شبكة الإعلام قدّمت اعتراضاً لم تقبل به الهيئة مع أنه وجيه للغاية. الشبكة تقول إنها الوريث الشرعي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون منذ أن كانت مجرد "إذاعة بغداد" التي بدأت البث في العام 1932 لتسجّل لنفسها الترتيب الثاني في تاريخ إذاعات الدول العربية بعد إذاعة القاهرة. الفضل في ذلك يعود الى الملك غازي (1912 – 1939) الذي أنشأ في قصره، "الزهور"، إذاعة بدائية، هي إذاعة هواة في الواقع، في العام 1932 ثم رأى أن يوسّع دائرة الخدمة التي تقدّمها تلك الاذاعة بتحويلها إلى مؤسسة حكومية تحوّلت في يوم انطلاق بثّها العام الى أعجوبة لسكان العاصمة الذين تجمعت أعداد غفيرة منهم في حي الصالحية لاكتشاف ألغاز الحديد الذي يحكي ويغنّي!
لا أعرف بالضبط لماذا تخلّت شبكة الإعلام، وقبلها هيئة الإرسال، عن اسم "إذاعة بغداد"، في 2003، مع أنه كان محبّباً للعراقيين جميعاً إذ يحمل اسم عاصمتهم العريقة ولم تكن له أي علاقة بصدام ونظامه .وفي كل الأحوال فإن شبكة الإعلام التي هي مؤسسة الدولة للإعلام ( لم تصبح كذلك وتماماً حتى الآن. هذا موضوع آخر)، هي الأحقّ بالاحتفاظ باسم وملكية إذاعة بغداد وتلفزيون بغداد مهما كانت الظروف. وإذا ما نشأ خلاف أو خصام مع أي جهة فمن المفترض أن يكون إنحياز هيئة الإعلام والاتصالات، وهي أيضاً مؤسسة تابعة للدولة، لصالح شبكة الإعلام بوصفها مؤسسة الدولة المختصّة في هذا المجال، وليس الى جهة أخرى خاصة أو شبه خاصة.
من ناحية أخرى، لماذا يتعيّن ان تكون لنقابة الصحفيين إذاعة؟ (هل سيتعيّن أن تكون لها محطة تلفزيون أيضاً؟).. ليس مهمة نقابة الصحفيين، وأي نقابة أخرى، أن تمتلك إذاعة او محطة تلفزيون أو حتى صحيفة يومية.. الواجب الأول والأخير لنقابة الصحفيين، كما سائر النقابات، رعاية وتأمين حقوق أعضائها المهنية.
في الواقع، إننا نشمّ رائحة أخرى، غير زكية، تنبعث من هذه القضية، على غرار روائح مماثلة تتدفّق من قضايا كثيرة في هذه البلاد الموبوءة بالفساد من كل لون وشكل ونوع.
لديَّ ملاحظات كثيرة على عمل شبكة الإعلام وأدائها، يعرفها القائمون عليها الحاليون والسابقون، لكنّني في قضية "إذاعة بغداد" لا يمكنني إلا أن أكون الى جانب المنطق، والمنطق يحتّم أن يبقى اسم "إذاعة بغداد" مُلكاً صرفاً للدولة العراقية، ممثلة في شبكة الإعلام التي نريد لها أن تكون مؤسسة دولة مستقلة، لا مؤسسة الحكومة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram