علي حسين
شاهدتُ حوارك الطريف من على إحدى الفضائيات وأنت تجلس على كرسي"قراقوش"، واستمعت الى ردّك"الحصيف"على المذيع وهو يسألك عن أولوياتك في توفير الأمن والأمان للناس، وحفظ حياتهم وأموالهم، فقلتَ له بلهجة الواثق أنك مكلف بتطبيق الشريعة على الجميع، مسلمين ومسيح وصابئة..كل من يضع قدمه في البصرة لابد أن يخضع لقوانينك، فأنت والحمد لله مكلف شرعياً بتنفيذ هذا الامر، ولا علاقة لك بالدولة ومؤسساتها، ولهذا عليك ياسيدي العزيزأن تتحمل سوء فهم العراقيين، الذين توهموا بأنك قائد لشرطة البصرة، وفاتهم أنك قائد شرطة الآداب لضبط أخلاق هذا الشعب"المتهوّر"!.
لا تهتم ياسيدي الفريق الركن، قاسم نزال، نحن شعب يعيش أعلى حالات البطر، يريد أن يعيش الرفاهية، ويجعل البصرة مثل المدن"الكافرة"قبلة للناظر ومقصداً للسياح وواحة للأمان والاطمئنان، ماذا يعني ياسيدي أن النفط يسرق أمام أعين القوات الامنية، بسبب سوء في النظر؟ ماذا يعني ان تتحكم العشائر بالامن والاقتصاد، ما دامت الأخلاق مصانة، والتكليف الشرعي يعمل بأقصى طاقاته؟ ماذا يعني ان تغرق البصرة في المخدرات، فهي ليست حراماً، وتساعد على تنمية اقتصاد دول الجوار العزيزة، المهم أنّ فتح النوادي الاجتماعية في البصرة حرام، مثلما الموسيقى والغناء رجس من عمل الشيطان!
ياسيدي الشيخ،عفواً الفريق الركن، وأنت تطالبنا بالالتزام بالأخلاق، نتمنى عليك أن تجيبنا باعتبارك المسؤول عن أمن البصرة، لماذا لا تزال البصرة على قائمة المدن التي تكثر فيها عمليات القتل والاختطاف؟ ماذا فعلتم لأهالي الشباب الذين اختطفوا أو قتلوا او غيبوا في الاشهر الاخيرة؟ لا أصدّق عادة الحكايات الخرافية عن الفضيلة التي يريد لها البعض ان تغادر البصرة! فمنذ سنوات وقوانينكم الأخلاقية حولت البصرة من سيّئ الى أسوأ.
ياسيدي الفريق الركن سابقاً، والشيخ حالياً،، نعرف جيداً أنك مكلف شرعياً بتأسيس منظومة أخلاقية على مقاسك. فأنت حتما قادم من زمن آخر، لكنك تريد ان تحكمنا بأدوات هذا الزمن وتقبض أجرك من أموال هذا الزمن أيضاً.
ياسيدي الفريق الركن،أهالي البصرة بحاجة الى قانون للحياة لا قانون للأخلاق.يريدون الامن والاطمئنان، ويحلمون بالسعادة، وهذا ليس ترفاً، لكنه حدّ أدنى،وصلت إليه مجتمعات العالم، نريد عقداً اجتماعياً، يضمن للجميع فرصة لحياة مشتركة لا تخضع للوصاية، ولا خطب الأخلاق والفضيلة.
ياسيدي الضابط الذي تلبّسته روح الشيخ، اسمح لي رجاءً أن أقول لك، أنتم فشلتم.. فاتركونا نعيش!