TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: خدعوك فقالو: حزب الدعوة أعتذر

العمود الثامن: خدعوك فقالو: حزب الدعوة أعتذر

نشر في: 23 أكتوبر, 2018: 09:01 م

 علي حسين

حزب الدعوة يعيش أزمة، هذا الأمر يعرفه جميع العراقيين إلا حزب الدعوة الذي يتمادى في الإنكار، ويستسهل إلقاء المسؤولية على غيره، ويعلق الفشل على شماعة تلو شماعة، وكان المرحوم فرويد يعتقد أن الإنسان الفاشل هو الذي تتلبسه حالة الإنكار وعدم الاعتراف بالحقيقة.
حالة"الإنكار"التي يمارسها حزب الدعوة هذه الايام، هي ظاهرة ليست وليدة المرحلة الراهنة، ولكنها والحمد لله ترسخت منذ سنوات، حتى وجدنا مسؤولا مهمته متابعة ملفات الفساد يخرج علينا بكل صلافة ليقول"ماكو""لا فساد حقيقياً في العراق بل أشكال بسيطة من الرشوة في الدوائر الخدمية".!. ما قيمة هذا الحديث عن حزب الدعوة الآن؟
الحديث في رأيي صار من باب دراسة الأخطاء، ربما يعترف بها من ينتمي لهذا الحزب يوماً، لكنّ الأهم أن يستفيد منها من تسلم السلطة اليوم ليدرك أن وجوده فى جميع الأحوال ليس دائماً.
والآن بعد كل ما جرى من خراب، يقول لنا حزب الدعوة إن حنان الفتلاوي أصلح لوزارة الصحة، وأن خلف عبد الصمد الأحق لمنصب وزير النفط، ولم يكذب الاخبار التي تقول إن الامين العام للحزب السيد نوري المالكي رشح أحد المقربين منه لوزارة التربية، وانه وأعني المالكي، لايزال مصراً على منصب نائب رئيس الجمهورية.
ينسى حزب الدعوة ان ما جرى خلال الخمس عشرة سنة الماضية كان نتيجة حتمية لأفعال وأقوال أحزاب السلطة التي ارتكبت كل الجرائم بحق العراقيين، والتي لاينفع معها ان يعيد لنا حزب الدعوة اليوم، اخطاء الماضي ووجوه الخراب، ويصر عليها.
سيقول البعض حتما لماذا تطلبون من المسؤول العراقي ان يكون مستقلاً، أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق حزب الدعوة في الاستحواذ على كل شيء.
عام 2016 عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحمّل رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب، فيما اعترف الحزب بأن حساباته كانت خطأ، ولايزال حتى هذه اللحظة يعاني من المشاكل والاستقالات.
ماذا فعل حزب الدعوة؟ اتجه بقوة إلى الاستعراضات الخطابية، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! وحجاج"الدعوة"وأقاربهم وعشائرهم نهبوا الأخضر واليابس.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram