TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سلطة تحتقر الثقافة!

العمود الثامن: سلطة تحتقر الثقافة!

نشر في: 24 أكتوبر, 2018: 08:58 م

 علي حسين

من"داخليّة"فالح الفياض إلى"ثقافة"حسن طعمة، مروراً بـ"عدل"أسماء سالم التي أعظم مؤهلاتها أنها عملت ست سنوات في وزارة النفط، والمؤهل الأعظم أنها شقيقة أحد القادة السياسيين، كنتُ أتصوّر حتى اللحظة الأخيرة أنّ الأمر لا يعدو أن يكون نكتة أو محاولة لكسر ملل المواطن العراقي الذي ظلّ ينتظر الفرج كلّ هذه السنوات، غير أنه بات من الواضح أن منطق"المحاصصة"والضحك على عقول العراقيين، لا يزال حاكماً في حياتنا.
فالحكومة قررت في صحوة"مفاجئة"أن تُكرّم الثقافة والمثقفين، ولهذا كان لابد أن تضع لهم وزيراً كلّ مؤهلاته أنه ناشط في مجال حقوق الإنسان، مثلما كلّ مؤهلات وزير الشباب والرياضة الجديد أنه أقارب"المناضل"في مجال"خمط"الأموال جمال الكربولي!، وكأننا لم نبرح بعد النظرة الدونيّة التي تنظرها الكتل السياسيّة إلى الثقافة والشباب.
وكأننا نقول لكل المثقفين العراقيين ومعهم ملايين الشباب من العراقيين إنكم لاتستحقون وزيراً تختارونه بأنفسكم، سيخرج البعض معترضاً ويخبرنا أننا لم نعرف الوزير بعد، لكن يا إخوان كما يقول المصريون"الجواب معروف من عنوانه".
للأسف كلّ القوى السياسية، من دون استثناء، تنظر إلى المثقفين، كمجموعة من عبيد إحساناتهم، بل أدنى من ذلك. فالمثقف كائن غريب، لا يحق له الاعتراض. والمثقفون في نظر القوى السياسية مجرد مجموعات من الأسرى والتابعين، مطيعين ومستجيبين ومنفّذين لكلّ ما يطلب منهم
للأسف سياسيونا يضعون أصابعهم في آذانهم حين تعلو أصوات المثقفين مطالبة الاهتمام بالثقافة، لأنّ وحوش المحسوبية والبيروقراطية والمحاصصة الطائفية دائما ما تجهض أحلام العراقيين.
لماذا كان الاستغراب إذن من حميد الهايس عندما قال أنا أفضل من يصلح لكرسيّ وزارة الثقافة، ونحن نعيش اليوم في ظل ساسة يؤمنون أنّ خبرة فالح الفياض فاقت حتى المرحوم"شارلوك هولمز"في علمه؟!
هكذا وجدنا من يصرخ ويفتح مزاد وزارة الثقافة ويتنافس على السخرية من أحلام المثقفين وطموحاتهم، مثلما وجدنا من يعتبر الشباب فئة ضاله لابد ان يستمعوا الى محاضرات الكربولي في فن"الشطارة".
في الأشهر الماضية قدّم لنا المصريون نموذجاً للساسة المتحضرين،، ففي لفتة جميلة اختار القائمون على الحكم أن تجلس عازفة الفلوت ومديرة دار الأوبرا الدكتورة إيناس عبد الدايـم على كرسي وزارة الثقافة، ونحن نسلم كرسي التخطيط الذي جلس عليه من قبل المفكر الاقتصادي طلعت الشيباني، الى"الاخوان المسلمون".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram