حازم مبيضينكان متوقعاً ومنتظراً أن تسعى الخلايا المتبقية من تنظيم القاعده في بلاد الرافدين،لشن حرب " شاملة " ضد العراقيين،بعد القضاء على مجموعة من أبرز زعماء هذا التنظيم الارهابي،وفي هذا الاطار يمكن قراءة تفجيرات الجمعه في بغداد والانبار،وهي وإن كانت أودت بحياة عدد من الابرياء،ذنبهم الوحيد أنهم عراقيون كانوا يؤدون فريضة الصلاة الجامعة،
فانها لن تغير شيئاً في واقع أن هذا التنظيم الذي فقد حاضنته الاساسية يلفظ أنفاسه الاخيرة،بعد أن اكتشف العراقيون الذين كان غرر بهم أهدافه الخبيثة،وظلامية وبؤس الافكار التي تعشش في رؤوس قياداته،البعيدة مسافات ضوئية عن طموحات وآمال أبناء الرافدين وعن تاريخهم ونمط حياتهم.يعرف الذين تحركوا كالخفافيش ليضربوا في عاصمة السلام والانبار،أنهم يعيشون لآخر أيام نشاطهم،ويمكن ملاحظة ذلك من عشوائية عملياتهم التي تركزت على المناطق الرخوة أمنياً،ذلك أنهم يتحركون بدون قيادات فاعلة كالزرقاوي والمصري والبغدادي،ويدركون " هل يدركون فعلاً أم أنهم فاقدون لهذه النعمة ؟ " صعوبة تعويض قياداتهم التي طاحت تحت أقدام وثبة الاسد،بعد أن فقدوا مرة واحدة وإلى الابد تأييد العرب السنة الذين احتضنوهم في البدايات ظناً منهم أن هؤلاء القتلة يدافعون عن حقوقهم،قبل أن يكتشفوا أنهم سلموا رقابهم لمجموعة من الجهلة الارهابيين الذين بدأوا أول نشاطاتهم بقمع السنة قبل غيرهم لوقوع هؤلاء في مناطق نفوذ الارهاب القاعدي. كالطير يرقص مذبوحاً من الالم،هذا هو حال فلول تنظيم قاعدة بلاد الرافدين هذه الايام،وكيائسين فانهم يتعلقون بقشة العمليات الارهابية العشوائية التي نفذوها أو يفكرون بتنفيذها،ويجهلون " وهم جهلة بامتياز " أنهم خسروا الحرب،لانهم اعتمدوا افتعال المعارك الطائفية ضد الشيعة والمسيحيّين وكفروا السنة بسبب مشاركتهم في العملية السياسية،ولم يتمكنوا بسبب انغلاقهم من التعايش مع ما يسمى "المقاومة العراقية"،إضافة إلى ما ضرب صلب تنظيمهم من انقسامات أدت إلى صراعات فككت بالنتيجة نواة ذلك التنظيم. ولانهم على مدى تواجدهم في العراق لم يمتلكوا برنامجا أو رؤية قابلة للتحقيق،وظلوا يتمسكون بشعارات غيبية قدموها لنا بلغة يمكن وصفها بالتاريخية،ويمكن وصفها بالمضحكة،كانت وظيفتها الاساس إشاعة الفوضى والخراب،وزج العراقيين في حروب عبثية وانقسامات لم يعتادوها،أدت إلى أكوام من الجثث والأشلاء، غير أن لحظة الحقيقة أثبتت أن القاعدة وإماراتها الاسلاموية،ليست أكثر من كيان عاجر عن الإجابة الصحيحة على مختلف الأسئلة،التي كانت بحاجة للاجابة بعد سقوط نظام صدام حسين. نعرف أن إرهاب القاعدة لن يختفي بلمحة بصر،ولن يكون مفاجئاً لنا اكتشاف أن هناك من هو مستعد لتفجير نفسه في بيت عزاء أو تجمع فرح،والدوافع عند هؤلاء بغيضة ورخيصة،لاتتجاوز الانتقام أو الانغلاق الطائفي،لكننا نعرف أيضاً أن أيام القاعدة كلاعب رئيسي قد ولت،وأنها هزمت شر هزيمة، لان ما تزرعه الريح تذروه العواصف،وإذا كان بعض المنظرين الاعلاميين الاسلامويين يكابرون،محاولين الزعم بان من قتل ليس زعيم التنظيم الارهابي وأن الامراء الذين يتساقطون كأوراق الخريف ليسو هم الامراء الحقيقيين،فان القادم من الايام سيثبت أن تجربة القاعدة في عراق الانفتاح والتقدم والتطلع الى المستقبل والايمان به قد اندحرت،وأن قبرها مفتوح منذ دخل فيه الزرقاوي والبغدادي والمصري وبقية الامراء.
القاعده .. صحوة الموت
نشر في: 24 إبريل, 2010: 04:49 م