ترجمة/ حامد أحمد
كجزء من حملة ، تعلم لتعيش Learn to Live ، أطلقتها صحيفة إندبندنت البريطانية بالتعاون مع مؤسسة ، وور تجايلد أطفال الحرب War Child الخيرية المعنية برعاية الاطفال الناجين من الحروب حول العالم ، تم خلالها تبادل رسائل بين أطفال عراقيين من مدينة الموصل من الذين نجوا من مسلحي داعش ويعيشون الآن في معسكرات اللاجئين وبين أطفال من تلامذة إحدى مدارس العاصمة البريطانية لندن.
قام طلاب من مدرسة ، بيتي ليورد ، الابتدائية في مدينة ستوك نوينغتون في لندن ، بمشاركة اهتماماتهم وأفكارهم مع نظراء لهم من مدينة الموصل يعيشون في معسكر للنازحين في العراق .
هؤلاء الاطفال كانوا قد عايشوا أهوال مروعة ومرعبة ، انفجارات حدثت أمام أعينهم نسفت بيوت لجيرانهم ، وشاهدوا الإرهابيين من مسلحي داعش وهم يرمون رجالاً من فوق بناية عالية . نشطاء من مؤسسة ، وور تجايلد ، الخيرية في لندن يقولون إن كثيراً من هؤلاء الاطفال وصلوا الى معسكر للنازحين قرب مدينة دهوك وهم يحملون معهم أعراض الصدمات والامراض النفسية . عاشوا أكثر من سنتين في ظروف حرب وقسم منهم يستيقظون ليلا وهم يصرخون أو ينتابهم خوف كبير من اللعب .
ولكن الآن وبعد القضاء على مسلحي داعش في الموصل وبدء الاطفال يعيشون في بيئة اكثر أماناً نسبياً ، أصبحت لهم فرص تعليمية ودعم صحة ذهنية . وعبر حملة صحيفة إندبندنت تم تحقيق توأمة بين مجموعة تلاميذ صف كامل مع نظراء لهم في المرحلة السادسة في لندن الذين بعثوا برسائل وكتاب بخط اليد عن بعض الالعاب التي يمارسونها لأصدقائم العراقيين الجدد ليجربوها . وبالمقابل أرسل أطفال معسكر دهوك أشرطة فيديو ورسائل مزينة بصور عن هواياتهم المفضلة مثل لعبة القفز بين خطوط على الارض وكرة القدم .
الطالبة ، تيليناز 11 عاماً ، كتبت باللغة الانكليزية انها تعلمت في المعسكر : " أشكرك كثيرا صديقي ." وأرفقت برسالتها صورة وردة رسمتها عليها .
كتب الطالب كايوش من العراق قائلا : " مرحباً ، أنا أحب لعبة طفر الحبل وما هي لعبتك المفضلة ؟ أنا احب معلمي ، وانا أرغب بان أكون مدرساً في المستقبل . أود ان أعرف ماذا تحب ان تكون في المستقبل . شكرا على الهدية أنا حقا معحب بها وأقدرها . سعدت كثيرا بلقاء تلاميذ مثلنا في لندن ."
من بين التلاميذ الذين أرسلوا رسائل من مدرسة مدينة ستوك نوينغتون هو الطالب ، بوني ستارتوب سامويل 10 أعوام ، الذي رسم كرة أرضية تمسك بها اذرع اطفال من مختلف الاعراق في العالم وتحيط بها هالة بلون وردي معبرة عن التضامن في ما بينهم .
كارمن فيزر ، 10 أعوام ، رسمت بإسهاب صوراً لشخصيات كارتونية لحصان وحيد القرن وشاركتها بحب مع طفلة اخرى من فتيات معسكر النازحين تدعى ، أزرا ، وقالت لها : " أود ان أعرف اكثر عنك ."
ألينا أسجيدوم 10 أعوام ايضا ، قامت برسم شيء يرمز للسلام مع كلمات تحتها تقول " حرب و طفل . هناك بعض كلمات لايمكن ان تكون مترافقة معا ."
أطفال لندن اخبروا صحيفة الاندبندنت كيف انهم بعد تعرفهم على اطفال تأثروا وعايشوا اهوال الحرب حول العالم لأشهر ، وبعد تبادل رسائل معهم جعلتهم يشعرون بحقيقة المشكلة التي يعاني منها هؤلاء الاطفال .
بياترس باسمور 10 أعوام كتب يقول : " لاحظت ان كثيراً من اطفال العراق يحبون كرة القدم ، وكثير من تلاميذ صفنا يحبون كرة القدم أيضا . أنا أحب كرة القدم . الآن أنا أسعى لأعرف ماذا يلعبون هناك وما الشيء الذي يبدعون فيه أكثر ومن هم اصدقاؤهم وما الطعام الذي يرغبون بتناوله أ
التلميذة ، أفيف روتنبيرغ 10 أعوام كتبت : " اولا علينا ان نبحث عن مشتركات في ما بيننا ثم عن الاختلافات ، هناك كثير من الناس حول العالم يختلفون في ما بينهم ، رغم كل ذلك فنحن قبل كل شيء بشر حتى لو اختلفنا بالثقافات والدين ، فنحن نحب نفس الاشياء ونلعب نفس اللعب ، انه أمر جيد ان نتبادل الرسائل في ما بيننا حول العالم ."
مدرّسة الصف ، بريوني بلو ، قالت ان مواقع التواصل المتعددة قد جعلت من اللقاء مع الآخرين شيئاً حقيقياً ، مشيرة الى أنها وجدت ردود افعال طلابها إيجابية.
عن: صحيفة إندبندنت البريطانية