علي حسين
يخوض السياسي العراقي، وعذراً للوصف الذي لاينطبق على 90 بالمئة ممن نشاهدهم على شاشات الفضائيات، معارك من اجل الكراسي بحجة انهم تبحروا في علوم السياسة حتى تجاوزوا عميد"الإمبرياليين"هنري كسينجر، الذي كتب في السطور الأولى في كتابه الممتع"النظام العالمي :"إن بناء الدول المستقرة لايتم بالخطب والشعارات وإنما بالأفعال"، منذ أيام وأخبار فالح الفياض تطغى على أخبار الخروق الأمنية، عبوات هنا، قتل هناك، معركة عشائرية بالقاذفات، وكلها أمور يمكن تجاوزها،لأننا لانعرف السبب بحسب تصريح السيد سعد المطلبي الذي اكتشفت متأخراً أنه أحد المسؤولين عن أمن العاصمة بغداد، حين أخبرنا أمس أنه"لا يمكن لنا معرفة سبب التفجيرات التي حدثت في بغداد قبل يومين هل هي سياسية ومن هي الجهات التي تقف خلفها وما أهدافها!".
أرجو ألّا يظنّ أحد أنني أحاول أن أسخر من أحاديث"فطاحل"الأمن في هذه البلاد، لكنني أحاول القول، أن لا شيء يحمي البلدان سوى ساسة ومسؤولين أكفاء يتحملّون مسؤولية قراراتهم.
منذ أيام والسيد فالح الفياض يحتلّ مساحات إعلانية على صفحات الفيسبوك ليذكِّر الشعب العراقي"الجاحد"، بالأعمال العظيمة التي قدمها للوطن، وبالمنجزات الامنية التي تحققت في عهده، وبأنه -وهذا هو المهم - تحمل معنا الحصار ولم يغادر العراق، أنا كمواطن شكرت الله على هذه النعمة، التي لم نكن نعرفها لولا الإعلان المموّل.
منذ أسابيع والبرازيل مشغولة برئيسها الجديد جايير بولسونارو الذي أخبر البرازيليين أنه سيحكمهم"بالكتاب المقدّس"! فكانت نكتة سخرت منها معظم وسائل الإعلام، في البرازيل لم يستطع رئيس سابق بأهميّة لولا دا سيلفا،، أن يعترض على قرار القضاء بحبسه.وأتمنى أن تعرف عزيزي القارئ أنّ السجين متّهم بالحصول على مساعدات لحملته الانتخابية، وقبل هذا وذاك أتمنى عليك قراءة سيرة لولا دا سيلفا، الصبي الذي عمل ماسحاً للأحذية، ثم عاملاً في محطة للبنزين، ثم ميكانيكياً، ثم نقابياً يسارياً، ثم رئيساً للبرازيل التي تسلم السلطة فيها وكانت مديونيتها ثلاثين مليار دولار، وخرج من السلطة واحتياطي النقد فيها تجاوز الـ 350 ملياراً.
هل نستطيع أنا وأنت عزيزي القارئ، أن نسأل السيد فالح الفياض : لماذا تصرّ على تولّي وزارة الداخلية؟ مجرد سؤال بريء ولوجه الله، لأنني أعرف حتماً أنّ قيمة السيد الفياض في سوق الاعلانات السياسية، أهم بكثير من كرسيّ الوزارة.