TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يستحق الاجتثاث؟

العمود الثامن: من يستحق الاجتثاث؟

نشر في: 6 نوفمبر, 2018: 08:50 م

 علي حسين

عشنا منذ عام 2003 مع تعبير أثار جدلاً واسعاً اسمه الاجتثاث، وكان الغرض منه اجتثاث من تلطّخت أيديهم بدماء العراقيين، إلا أن قادة الأحزاب بفروعها وقوميّاتها أصرت على اعتبار معظم العراقيين من"العهد المباد"ويجب إبادتهم.
15 عاماً ومازلنا نبحث عن حكومة توافق، ما زال تأثير الطائفية والمحسوبية والانتهازية أقوى من الديمقراطية والحرية، ما زلنا ننتظر وزراء يخرجون"حصراً"من معاطف الأحزاب، ولا يهمّ أن يتأخر تشكيل الحكومة وتتوقف مصالح البلاد، فنحن شعب يحبّ الكسل والعُطل، كل يوم تُعلن عدد من المحافظات أنها في حالة راحة واستراحة، وماذا ياسادة عن العمل والبناء؟، يجيبك أحد القادة"المؤمنين"نحن شعب نبحث عن خير الآخرة، ولاتهمنا ملذات الدنيا! بالمناسبة صاحب التصريح تعيش عائلته في إحدى الدول الأوروبية وتتمتع بكلّ مغريات الدنيا التي يريدنا أن ننبذها.
منذ أسابيع وصفحات الفيسبوك منشغلة بمعركة المساءلة والعدالة، وفات أصحاب صولات الاجتثاث أن ينظروا جيداً إلى قائمة السياسيين وسيكتشفون أين تختبئ مأساتنا، ومن يحمل الأفكار الطائفية والاقصائية، وكيف أن العديد من سياسيي ما بعد 2003 ينطبق عليهم قانون الاجتثاث، ومثلما تطالبنا هيئة الاتصالات بعدم المساس والاقتراب من"الرموز الوطنية"، أطالب أنا العبد الفقير لله، بتطبيق المادة السادسة من قانون الاجتثاث على معظم أحزاب السلطة بفرعيها السنّي والشيعي، وهي المادة التي جاء فيها :"يطبّق القانون على جميع الأحزاب والكيانات والتنظيمات السياسية التي تنتهج أو تتبنى العنصرية أو الإرهاب أو التكفير أو التطهير الطائفي أو تحرّض عليه أو تمجّد له أو تتبنّى أفكاراً أو توجّهات تتعارض مع مبادئ الديمقراطية.".
أقرأ في كتاب غاندي"قصة تجاربي مع الحقيقة"كلمات المهاتما عن التسامح"أحسست أن تسامحي ينقل شيئين للذين يظلمونني ويسيئون معاملتي، أولاً: مدى قدرتي على تقبّل الآخر، وثانياً: قناعتي أنّ قوّتهم ستسقط يوماً ما".
لو أعدنا قراءة التاريخ مرة أخرى، لوجدنا أن الحوار هو الذي ينتصرغالباً على يـد رجال كلماتهم أقوى من المدافع، أفكر طبعاً في غاندي ونهرو، ومانديلا ولي كوان وميركل.
الذين هزموا الفوضى وكسروا خوف الناس وأعلوا كرامة شعوبهم، لم يكونوا قادة معارك المصير، ولا رافعي لافتات"ما ننطيها"كانوا رجالاً يحبّون شعوبهم لا مقرّبيهم، ويعملون لأوطانهم لا لأحزابهم، لم يقطع نهرو صلة شعبه بالماضي ولم يجتثّ المختلفين معه في الرأي ولم يبحث عن قانون للرموز الوطنية، بل أنشأ دولة تعرف معنى الحريّة والاختلاف بالرأي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram