وائـــل نعمـــــة تصوير: سعد الله الخالدييقودها مسرعا ومجتازا عقبات الطريق والازدحامات وفي الازقة الضيقة ، ولا تعيق حركته الجدران الكونكريتية، ولأغلق الطرق فكل الشوارع مفتوحه امامه والمنافذ متعددة! انها ليست بسيارة تابعة للهيئات الدبلوماسية وليست سيارة مسؤول تطير كالريح حالما تنطلق صفارتها،بل انها (الستوتة) العربة التي تشبه الى حد ما الدراجة النارية الاعتيادية
ولكن بعجلتين خلفيتين يعلوهما صندوق مفتوح للحمولة وتنتشر أساسا بكثافة في المناطق الفقيرة في دول شرق اسيا وقد تم استيرادها الى العراق ولا احد يعرف تسمية اخرى لها وربما اطلق عليها هذه الاسم تصغيراً محبباً لكلمة (الست) لكثرة استخدامها من قبل النساء لنقل حاجاتهن من السوق ومفردات البطاقة التموينية وقناني الغاز وغيرها من الاحتياجات المنزلية.وهذه العربة التي غزت البلاد لا تشكل ظاهرة منفردة بالعراق وحده فقد سبقته من قبل دولة سوريا التي شاعت تسميتها بـاسم «الطرطيرة» والاسم يحمل في طياته معنى السخرية والتهكم، كذلك عند المصريين قد عرفوها باسم اخر هو «التوك توك» اما اهل الهند والباكستان فقد استخدموها منذ فترة طويلة واطلقوا عليهاا اسم «سيارة الفقراء»تجاوزت العقبات حسن فالح 20 سنة يقود هذه العجلة في منطقة الشورجة يقول « ان «الستوتة» تتيح حركة اوسع وافضل واسرع في نقل البضائع من داخل السوق الى خارجه، وانها تستهلك نسبة محدودة من الوقود قياسا بالسيارات ولاتتطلب صيانتها تكاليف عالية وبذلك هي اساساً اقتصادية ويمكن استخدامها لاغراض شتى وفي كل الاوقات.فيما قال حيدر حسين 23 عاما (خريج متوسطة) بأن (الستوتة) لم تعرفها البلاد قبل سنوات ولم يكن وجودها شائعا ولكنها تكاثرت في الاماكن الدينية بعد عام 2005 كالنجف وكربلاء ثم الكاظمية وكانت هذه المناطق المسيجة عادة بالجدران الخرسانية حيث تقف سيارات الاجرة عند هذه الحدود وتتكفل الستوتة بنقل العجائز وكبار السن والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة من خلف السياج الى المراقد والاضرحة وكذلك الى المقابر كما هو الحال في مقبرة وادي السلام في النجف، ثم تكاثر وجودها في الاسواق الشعبية بعد عام 2006و2007 والتي قطعت هي الاخرى لدواعٍ امنية بجدران كونكريتية واصبح من الصعب على السيارات الخاصة الدخول الى عمق هذه الاسواق، لكن صغر حجم الستوتة ومرونة حركتها سهل عملها وبانتشارها في تنوع اماكن استخدامها ولدت فرص عمل جديدة لجزء من شبابنا العاطلين عن العمل.اما (ابو جعفر) صاحب محل لبيع (الستوتات) في شارع فلسطين يقول: هناك مثل شائع يقول الحاجة ام الاختراع، فما تراه اليوم من اقبال شديد على اقتناء(الستوتات) هو بمثابة دليل قاطع على ما يشكله هذا النوع من وسائط النقل كضرورة ماسة في الوقت الحاضر وذلك للقضاء على ازمة النقل وبالمقابل هي تمثل عنواناً مهماً للحد من ارتفاع اسعار اجرة سيارات النقل، ومن دون ان نتجاهل الوضع الامني وما يترتب على ذلك من معوقات تدخل في صلب العملية الامنية وبجانب اخر هي تجسد حالة من شانها ان تحمل مصاعب عديدة امام ديمومة السير والمرور.الحاجة الى ترخيص!عادل كاظم صاحب ورشة تصليح هذه العجلات في منطقة النهضة يقول: لقد كثرت الطلبات على عجلة الستوتة في السنوات الاخيرة لما توفره للعاملين عليها من مورد لا بأس به وهي ارخص من عربات الدفع التي تتطلب جهداً كبيراً. فيما قال حامد صلال احد سائقي الستوتة العاملين في ساحة الطيران بالباب الشرقي: أنها وسيلة رزق جيدة خصوصاً اننا نعاني من البطالة وصعوبة الحصول على لقمة العيشويؤكد قائلا: نحن لا ننفك نعاني من مضايقات رجال المرور والقوات الامنية خاصة بعد انفجار أحدى هذه العربات بمنطقة الكاظمية حيث منع دخولها اثر ذلك في المنطقة ما ادى الى حرمان الكثير من العاملين عليها من مصدر رزقهم خاصة ان المنطقة معروفة بكاثفة اسواقها وتداخلها وكثرة السواح والزائرين والمتبضعين على مدار السنة، بل ان مدينة الكاظمية كانت معروفة والى وقت قريب في استيراد نوعيات مختلفة من عربات الستوتة ولكن مع عمليات المنع والاجراءات الامنية تقلص نشاط بيعها وحركتها وتنقلها في محيط المدينة.ويعتقد عباس ياسر احد العاملين على هذه العربة ان يصار الامر الى اعطاء (باجات) خاصة لسائقي هذه العجلات كما الحال في بعض المناطق الشعبية المغلقة مداخلها ومخارج، والتي نظمت القوات الامنية للعاملين على هذه العربة باجات تحمل أرقاماً وصوراً من اجل المرور والسماح بالعمل داخل المنطقة لأغراض الامن ولحماية أرواح المواطنين من العبث والعمليات الإرهابية خاصة ان الجماعات الارهابية استخدمت ولأكثر من مرة مثل هذه العربات في عمليات التفخيخ والتفجير. ويجد عباس انه من الأفضل ان يعملوا على تأسيس نقابة او جمعية او رابطة تدافع عن حقوق العاملين في هذه المهنة.آراء مختلفة لكن ابو سارة احد المتبضعين من سوق الشورجة يقول: ان الستوتة وسيلة نقل غير حضارية تعكس تردي الوضع الاقتصادي للبلد فهي لا تصنع الا في البلدان الفقيرة وبلدنا يتمتع بالخيرات. واضاف: واعتقد ان وجودها عابر وابن مرحلته وظرفه وهذا يرتبط برفع الجدران الكون
"الستوتة " ناقل جديد رخيص الاجرة وسهل التنقل
نشر في: 24 إبريل, 2010: 05:16 م