TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: النزاهة على طريقة الحلبوسي

العمود الثامن: النزاهة على طريقة الحلبوسي

نشر في: 11 نوفمبر, 2018: 09:05 م

 علي حسين

رغم قتامة الصورة في بلاد الرافدين، إلّا أنّ هناك أشياء تدعو إلى الفرح والسعادة. في يوم واحد فقط، تجمعت سحب البهجة في سماء العراق عبر مجموعة من الأخبار التي ستصنع مشهداً"رائعاً"لما يمكن أن يكون عليه مستقبل هذه البلاد، فإن يقرر ائتلاف دولة القانون ترشيح"البروفيسور"صادق مدلول محافظ بابل السابق لأن يتولى منصب أمين بغداد، ليستعيد أهالي بغداد معه أمجاد نعيم عبعوب وصراعه مع الصخرة. وإن يقرر مجلس النواب بعد طول نقاش وحوار، أن يضع النائب"المدني"حمد الموسوي في لجنة لنشر النزاهة في العراق، ليتسنى لنا نحن المغرمين بنظرية الموسوي الاقتصادية، ان ندرك خطأ نظريات ادم سميث وماركس وكينز، فحارس بوابة نزاهتنا حمد الموسوي ظل يقول إنه لولا متاجرته بالعملة من البنك المركزي العراقي، لما استطاعت الحكومة أن تدفع الرواتب للموظفين، وإنّ الأموال التي يحصل عليها من مزاد العملة،هي التي تضبط حركة الاقتصاد العراقي.
إذن نحن أمام مؤشر حقيقي على أن الانحياز"للمستقبل"صناعة برلمانية بامتياز، ولهذا لايهم أن تتقدم السيدة عالية نصيف أعضاء لجنة النزاهة باعتبارها المرأة التي حافظت على أملاك العراقيين من النهب، وأن يجلس الى جوارها"الخبير"في شراء الأصوات والذمم أحمد الجبوري الذي قال لنا بكل ثقة وهو يشتري الأصوات لتنصيب الحلبوسي رئيساً للبرلمان"آني شراي وأكو من يبيع صوته"!.
يتحدّث معظم السادة النواب، عن النزاهة، وهذه مسألة بحاجة إلى تحليل من خبراء علم النفس. لايوجد شيء واحد أكثر بشاعة من القتل سوى الفساد، لذلك هناك قاعدة واحدة للنزاهة، إما الدفاع عن حقوق الناس البسطاء، وإما الاتجار بالعملة في بنوك عمان وبيروت. وهناك شرط واحد النزاهة هو الإيمان بالوطن، وهذه قضايا لاتقبل استثناءات.
ليست هذه المرة الأولى التي يسقط فيها البرلمان بامتحان النزاهة، فقد فعلها قبل سنوات حين مهّد الطريق امام هروب فلاح السوداني، وحين صمت على سرقات وعمولات مشعان الجبوري، وعندما كافأ حسين الشهرستاني على ضياع مليارات الدولارات من عقود النفط والكهرباء، وغض النظرعن هروب ماجد النصراوي إلى أستراليا.
في كل مرة يجد المواطن نفسه على موعد مع أسوأ الخطابات التي تبرّر السرقة وتحلّل نهب المال العام، تلك الخطابات والهتافات التي هزج بها العديد من أعضاء مجلس النواب وهم يهتفون بنزاهة وأمانة قراراتهم الكوميدية!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram