علي حسين
أخبرتنا"الزعيمة"حنان الفتلاوي أنها عاشت سنواتها السابقة مظلومة تعاني من الإهمال، والسبب قناة العراقية التي كانت تقاطع أخبارها، وقالت في تعليقها بحسرة"اسأل مجرب ولا تسأل حكيم".. وقبل أن يعتقد البعض أنني أدافع عن قناة العراقية، أحيله الى عدة موضوعات كتبتها في هذا المكان أنتقد عمل القناة وانحيازها الكامل للحكومة وخصوصا في السنوات الثماني التي تولى فيها السيد نوري المالكي رئاسة الوزراء، في ذلك الوقت كتبتُ أول مقال وكان بعنوان"تلفزيون أبو إدريس"عن سيطرة ياسين المجيد على القناة وتحكمه في شاشتها.وقبل هذا التصريح"الظريف"، كتبت الفتلاوي على صفحتها تسأل من هم الرموز الوطنية، وهل يعتبر أي نقد لأي مسؤول إساءة، وهو كلام جميل ومعقول، إلا أن للعبد الفقير صاحب هذا العمود بعض الملاحظات، خصوصاً بسبب ما عاناه هذا الشعب المغلوب على أمره من عذابات ومآسٍ وخراب بسبب تقلب العاملين في السياسة وقفزاتهم ذات اليمين وذات الشمال خلال السنوات الماضية التي كانت فيها حنان الفتلاوي تظهر على قناة العراقية مرة تشتم المتظاهرين بأنهم مجموعة من البعثيين ومن السرّاق، بعدها توالى الظهور المستمر للسيدة الفتلاوي على قناة العراقية حصراً لتخبرنا أن الفشل الأمني لايتحمله السيد القائد العام للقوات المسلحة، وإنما الكتل السياسية، وأكثر من مرة ومن على شاشة العراقية دافعتْ عن إنجازات حكومة المالكي متهمة الذين يتحدثون عن الفساد بأنهم يمثلون أجندات أجنبية، ويمكن لكل معترض أن يذهب بجولة إلى سطح السيد غوغل ليشاهد السيدة النائبة وفي أعلى الصورة لوكو قناة العراقية.
كلام السيدة الفتلاوي يوحي وكأنها لم تكن لها علاقة بما جرى من خراب للبلاد خلال ثماني سنوات عجاف، للاسف بعض ممن كان يحاول إقناع العراقيين ومنهم الفتلاوي بأن السيد نوري المالكي الأقدر على إدارة البلاد، يتحدثون اليوم جهاراً نهاراً عن الأخطاء التي ارتكبت في زمن نوري المالكي نفسه، دون أن يخبرنا احد منهم هل راجع مواقفه وقناعاته ووصل الى هذه النتيجة، وبالتالى على حنان الفتلاوي أن تعلن مراجعاتها تلك بشجاعة، وتخبرنا بانها كانت تكذب على العراقيين حين كانت تدافع عن سياسات نوري المالكي.
التحولات حقّ أصحابها، لكن من حقّنا أن نفهم أسبابها، ليس من حق أولئك المالكيين السابقين والمالكيات الذين كذبوا علناً وقالوا أن لابديل عن نوري المالكي أن يفلتوا بكذبتهم، ويظنّوا أننا لا نعرف الكثير عنهم.