إياد الصالحي
أزعم أن الهروب من السؤال الأكثر حرجاً منذ تولي عبدالخالق مسعود رئاسة اتحاد كرة القدم أول مرة السبت 31 أيار 2014 هو: لماذا يتزعّم نائب الرئيس أو العضو في المجلس التنفيذي للاتحاد رئاسات اللجان العاملة فيه بدلاً من إناطة المهمة لاشخاص متمرّسين وأصحاب تخصّص ومستقلين لا يرتبطون بنادٍ معين؟ يُردّد كل مرة ذات العبارة بعد أن يستوعب حرجه (ليش بس اتحادنا مستهدف..مو كل الاتحادات الخليجية نفس الشي)!
رد ضعيف وغير مسؤول، يُغلّب مصلحة زملائه ولا ينظر الى أبعاد اعتمادهم والمشكلات التي تسبّبت بحنق شديد للاندية التي تعد "شرايين" أنشطة اللعبة، لاسيما أن كل أعضاء الاتحاد يرتبطون بإدارات أندية وتلعب عواطفهم دوراً سلبياً في إتخاذ قرارات مهمة أو توزيع واجبات معينة أو التحقيق في أمر ما معروض على لجنة الانضباط له علاقة بنادي العضو، كل ذلك لم ينظر إليه رئيس الاتحاد كمبرر يوجبه التغيير، بل يلجأ الى المقارنة مع الاتحادات العربية كمعيار للتمسّك برئاسات اللجان.
إن اتحاد الكرة فشل في ترجمة وعوده السابقة قبيل بدء الدورة الانتخابية الحالية بعزمه على إصلاح العمل في منظومته، وتعهّد عبدالخالق مسعود في أكثر من حديث بضرورة الاستعانة بالخبرات في اللجان الفاعلة، وما أن رُفِعَ الغطاء عن كواليس انتخابات أيار الماضي حتى أنزَل الستار على اللجان ثانية مكتفياً بإجراءات غير مؤثرة طالما بقي القرار بيد رئيس اللجنة، مؤكداً مرة أخرى بأنه غير قادر على التغيير، وستبقى المصالح مُصانة ولن يكون للشخص المستقل أي دور لإدارة اللجنة من موقع المسؤول.
ألا تذكرون معي، دائماً ما يقع رئيس الاتحاد في فخ تناقضه، فهو يثني على خدمات زملاء يونس محمود أصحاب الانجاز التاريخي للعراق في بطولة آسيا 2007، ويتظاهر بأنه يفتخر باسمائهم، لكنه سرعان ما يلوذ الى زاوية عدم الرغبة أو السعي لمنحهم الفرص المستحقّة في لجان الاتحاد والمنتخبات الوطنية مُبرراً بالتساؤل ( أين هم الآن )؟ لكن لا يجرؤ رئيس الاتحاد على القول إن الحاجة ليونس محمود وبقية زملائه سواء في رابطتي اللاعبين الدوليين السابقين أم المدربين الوطنيين قد انتفت تماماً مع إنتهاء فورة الانتخابات والإرهاصات التي خلّفتها تصريحات يونس وآخرين بشأن عمل الاتحاد وسلبيات الدورة الماضية، فعَلامَ يتفقّد مسعود جيل 2007 وهل من المنطقي أن يطرق نشأت أكرم أو قصي منير مثلاً باب الاتحاد طلباً لعمل في إدارة منتخب ما أو تدريب فئة عمرية؟!
ثم ما هذا الدلال اللافت لنائب الرئيس الأول شرار حيدر من قبل رئيسه، هل يجوز أن يتم تهميش خطأ فادح أرتكبه النائب بانتقادات منفعلة للجنة الحكام ومهدداً أما قبول استقالته أو تغيير اللجنة؟! إن كان الرئيس جاداً بإحالة كل شخص إداري أو مدرب أو لاعب يشكّك من قدرات الحكام ويقلل من قيمة لجنتهم الى تحقيق "الانضباط" فهو اليوم أمام المحك لبيان صدقية التوجيه بإجراء عملي يحيل شرار حيدر الى لجنة الانضباط قبل أن يستدعيه لاجتماع مع مجلس الاتحاد التنفيذي لمناقشة استقالته، هكذا تدار الاتحادات المهنية بعيداً عن ضغوط العلاقات لتطبق العدالة إبتداءً بأعضاء الاتحاد انفسهم.
نشك أن رئيس الاتحاد سيُقدِم على تنفيذ ما توعّد به الاندية، فالتداخل في الصلاحيات والخوف من كسر التوجيه برفض متعنّتْ من عضو أو عضوين في الاتحاد واعتبارات التعاضد الانتخابي وتحالفات المواقف غير المعلنة لتسيير شؤون اللعبة عبر التصويت داخل الاجتماع من خلال (ديمقراطية صورية) كل ذلك لن يمنحنا التفاؤل بأمكانية الاصلاح أو تصديق الوعود، وستبقى الأزمات تهدّد اللعبة في ظل أعمال تدار بأفكار الصدفة.
أي قدر يتربّص بكرة القدم العراقية في كل دورة " تهلَك وتمرض ويُقتل أمل أجيالها من أجل أن يعيش الاتحاد معافى على مدى سنين طوال"!