بغداد/ايناس طارق ذهبنا الى منطقة المنصور  وتطلب الأمر منا  المرور بشارع عبد الكريم قاسم (14رمضان سابقاً) ونظراً لشدة الزحام الكبير الذي يشهده الشارع في وقت الصباح بسبب اعمال انشاء المجسر على الشارع العام، اضطررنا الى ان نسلك أحد الطرق الفرعية لعلها تؤدي بنا الى اقرب الطرق واقصرها،وهنا كانت المفاجأة التي جذبت انتباهنا وهو وجود زحام آخر لكن بطريقة أخرى،
اذ تجمع عدد من الأطفال والشباب على أحد الأرصفة المواجهة لمحل،ولم نكن نعلم ماهية او حتى اسباب هذا التجمع المختلط، استوقفنا السيارة وترجلنا منها،واذا بمحل متخصص ببيع الطيور والأسماك المختلفة، وبطريقة جميلة جداً شكلت واجهة المحل الامامية من حيث ترتيب الأقفاص التي تحوي مختلف انواع وأشكال الطيور ذات الألوان  البراقة والزاهية.  احمد لم يتجاوز عمره السبعة عشر عاماً، يفضل ارتداء الثوب الشعبي العادي (الدشداشة) لانه (جثيث) ويجد راحته في ارتدائها يقول:  هوايتي بيع الطيور بجميع أنواعها،استشهد والدي في احدى العمليات الارهابية التي طالت منطقة حي الجامعة،ولأنني كبير عائلتي المؤلفة من خمسة اشخاص وكان لابد من اعالتهم،بدأت ابحث عن اي عمل قد يساعدني على ذلك،واثناء مروري في هذا الشارع شاهدت هذا المحل المقفل،طرقت باب الدار واذا بشاب يفتحه ويسألني ماذا تريد؟ فقلت له أتؤجرون المحل هذا لي،رفض الفتى في بادئ الأمر وبعد حين وافق مقابل دفع ايجار شهري مقداره 300 الف دينار اتفقت على ان افتح المحل  ويكون خاصاً ببيع الطيور والأسماك،وافق صاحب الدار،  وفي اليوم التالي احضرت ماعندي من طيور وبلابل وبدأت بترتيب المحل، ولأن بيتنا يقع في منطقة حي الجامعة في الشارع المطل على مستشفى الشفاء وهذا الشارع يعتبر الرابط الفرعي بين منطقة 14 رمضان وحي الجامعة فالموقع يعتبر مناسباً جدا ولا يكلفني عناء مصاريف النقل من مكان الى آخر.وهكذا توسع المحل شيئا فشيئا والناس بدؤا بشراء الطيور والبلابل والكناري مني الذي يعتبر طائراً مرغوباً في هذه المنطقة ويتعدى سعره 100دولار ومن ثم تاتي طيور الحب والفنجز في المركز الثاني،والطيور الأخرى التي يرغب الشباب بشرائها  فضلا عن اسماك الزينة وهذا النوع مطلوب هنا من قبل النساء وحقيقة افضل الزبائن واكثرهم هم من شريحة النساء يحبون الاهتمام بالطيور والعصافير واسماك الزينة،واضاف احمد:  انه الان يستورد الطيور عن طريق أحد المعارف من احدى الدول المجاورة وباعداد كبيرة نظراً لشدة الطلب عليها في المنطقة.وبعد ذلك تركنا احمد في عالمه ونحن نخوض تجربة البحث عن طريق مؤد الى الطريق العام لكن في نهاية المطاف أخبرنا أهل المنطقة والتي تدعى حي الاندلس بأن جميع الطرق مغلقة ولابد من العودة من حيث أتينا..