TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السطور الأخيرة: حيوانات وبشر

السطور الأخيرة: حيوانات وبشر

نشر في: 14 نوفمبر, 2018: 07:08 م

 سلام خياط

اتابع فيلما ذو موضوع إنساني ،، آثرت نقل حوادثه لمغزاه العميق .
……………
قصة الفيلم تدور في اميركا ، حيث إحدى حملات التبشير تؤدي عملها في منطقة من مناطق الهنود الحمر هناك ….
يحدث أن يصاب شيخ من شيوخ القبيلة بإلتهاب الزائدة الدودية … وتعجز اعشابهم وصلواتهم الراقصة عن ايقاف نزيف ألم الشيخ ،، وبدافع من يأس ، يستنجدون بالطبيبة المرافقة للبعثة التبشيرية ، التي أجرت للشيخ عملية عاجلة ، وانقذته من موت محقق .
في تلك الأثناء ، يحدث أن يعض تمساح جائع ،خرطوم فيل كان يشرب من النهر .. وتعلم الطبيبة المبشرة ،، فتسرع إليه ، تعقم الجرح وتخيطه وتضمده .. والحيوان بين يديها طائع مستكين … وتمر شهور ، ويعبث بالمنطقة وباء الكوليرا ،، ويعجز المصل المحدود الذى تحمله البعثة من إيقاف إنتشار الوباء … يجتمع الشيوخ ورؤساء القبائل ،، ويرتأوا إن الوباء ما هو إلا لعنة تصبها الآلهة عليهم لسماحهم للأغراب الكفار للعيش بين ظهرانيهم وتغيير معتقداتهم ،، وبعد مداولات ومناقشات ، يقرر الرؤساء قتل اعضاء البعثة التبشيرية ، إرضاء للآلهة …
تتشبث الطبيبة المبشرة بأذيال الشيخ ،،،تقول له : لقد انقذتك من موت محقق ،، ألا تذكر ؟؟ بلى إنه يذكر ، ولكن لا بد للطقوس أن تسري ،
وتقام حفلة الموت ،، حفلة راقصة تقرع فيها الطبول ، وتسعر نيران المجامر ،، يليها ظهور قطيع من الفيلة لتدوس زمرة المبشرين المشدودين للأرض ،، تدوسهم بالأقدام حتى الموت …
تتقدم الفيلة ، وقرع الطبول محتدم — خطوة ، خطوة أخيرة وتنجز المهمة ، لكن ،، لكن أحد الفيلة يتوقف فجأة ويحدق في وجه الطبيبة المبشرة ،، ليرتد مذعورا ، محدثاً صوتا ًحزيناً اشبه بآنين مذبوح …
إنه الفيل الذى ضمدت الطبيبة المبشرة جراحة ذات يوم ،،، تذكرها ،، لم ينسها ونسيها الآدمي الذي انقذته من موت محقق .
هل الحيوانات أرحم من بعض البشر ؟؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram